بدأت وفود أميركية محادثات مع المسؤولين السودانيين في الخرطوم قبل اسابيع من قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن رفع العقوبات عن السودان بصورة كاملة، ورهن مدير الوكالة الأميركية للمساعدات الدولية مارك غرين الخطوة بتيسير وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق لمستحقيها في مناطق النزاع. ويُنتظر أن تبت الإدارة الأميركية في 12 تشرين الاول (أكتوبر) المقبل في رفع العقوبات المفروضة على السودان منذ العام 1997 كلياً، بعد تأجيل القرار ل3 أشهر في تموز (يوليو) الماضي. وبعد أسبوعين فقط من توليه منصبه باعتباره المدير الجديد للوكالة فى إدارة الرئيس دونالد ترامب، بدأ غرين مهمة لتقصي الحقائق في السودان، وأجرى محادثات مع المسؤولين في الخرطوم وزار مخيماً للنازحين في ولاية شمال دارفور. ويتعين على الحكومة السودانية قبل رفع العقوبات أن تلتزم ب 5 مطالب أميركية من بينها تحسين سبل توصيل المساعدات الانسانية وتعزيز التعاون بين الولاياتالمتحدة والسودان في محاربة التطرف والارهاب ووضع نهاية للصراعات الداخلية. وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور عقب لقائه غرين أمس، إن بلاده التي تخضع لعقوبات أميركية منذ 20 سنة، تتطلع لاستعادة العلاقات الطبيعية مع واشنطن. وكشف غندور عن وصول 3 وفود تابعة للمؤسسات الأميركية إلى الخرطوم، لإجراء مباحثات مع الحكومة السودانية، وبحث الملفات الخمسة المتعلقة برفع العقوبات. ووقف غرين على آخر تطورات الأوضاع في ولاية شمال دارفور، وحض مسؤولي الحكومة على تسهيل وصول المساعدات للمتضررين. وأكد غرين أن زيارته تهدف كذلك الى مناقشة رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية، إلى جانب تقييم الأوضاع الامنية والإنسانية في دارفور عامة. وأقر بتحقيق تقدم على كل الجبهات غير أنه قال إن السؤال المطروح هو ما إذا كان ذلك كافياً من وجهة نظر ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون لرفع العقوبات بصفة دائمة. إلى ذلك، كشفت شبكة «سي أن أن» الإخبارية أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون يعتزم الغاء منصب المبعوث الخاص إلى السودان وجنوب السودان، الذي «سيُدرج تحت مكتب الشؤون الافريقية». وذكر مراقبون أن إلغاء مكتب المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان لا يؤثر على انخراط الإدارة الأميركية في هذين البلدين، حيث تلعب واشنطن دوراً مهماً في الجهود الجارية لإنهاء النزاع المسلح هناك. من جهة أخرى، أوصت منظمة «كفاية» الأميركية صناع القرار في واشنطن بتبني حزمة ضغوط وحوافز تكون بمثابة خريطة طريق للتعامل مع السودان في المرحلة القادمة. ودعا بيان لمشروع «كفاية «الولاياتالمتحدة إلى استخدام المزيد من الضغوط والحوافز الفعالة لمعالجة ما سماه «جذور مشكلة السودان». وأكد البيان ضرورة أن تتضمن علاقة واشنطنبالخرطوم في المرحلة القادمة «عقوبات ذكية وحديثة» تتجنب السودانيين ولكنها تستهدف المسؤولين عن الفساد ومرتكبي الفظائع ومعرقلي عملية السلام حيث ما زالت تتعثر مباحثات سلام بين الحكومة السودانية وحركات مسلحة في إقليم دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وفي شأن آخر، قضت محكمة في الخرطوم امس بإعدام الطالب الجامعي عاصم عمر حسن الذي ينتمي إلى حزب المؤتمر السوداني معارض، بعد ادانته بقتل شرطي ابان احتجاجات شهدتها جامعة الخرطوم قبل نحو سنتين. وفور إعلان الحكم، تظاهر انصار من الحزب المعارض أمام المحكمة ورددوا شعارات مناهضة للحكومة قبل أن تفرقهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع وتعتقل عدداً منهم.