أعلن مدير «جهاز الأمن والمخابرات» السوداني محمد عطا المولى اليوم (السبت)، غداة إلغاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، أن التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب قائم منذ ما قبل عام 2000. وجاء كلام المسؤول السوداني في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم بعد يوم واحد من قرار الرئيس الأميركي «رفع بعض العقوبات» المفروضة على السودان منذ عام 1997 في مجالي التجارة والاستثمار. وعلى رغم هذا الإجراء يبقى السودان موضوعاً على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. وقال عطا المولى «ننسق ونتعاون مع الولاياتالمتحدة منذ ما قبل عام 2000 في مجال مكافحة الإرهاب»، مضيفاً «نفعل ذلك لأننا جزء من هذا العالم ونتأثر بما يحدث في دول الجوار مثل ليبيا وحتى بما يجري في سورية». ويخضع السودان منذ 1997 إلى حظر تجاري أميركي، إذ تتهمه واشنطن بدعم مجموعات إسلامية مسلحة. وكان زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن اتخذ من الخرطوم مقراً بين 1992 و1996. وتتهم الإدارة الأميركية النظام السوداني بارتكاب تجاوزات في نزاعه مع الأقليات المتمردة خصوصاً في دارفور غرب السودان. وشهدت العلاقات بين البلدين تحسناً في السنوات الأخيرة، إذ التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مرتين نظيره السوداني، في حين زار المبعوث الأميركي إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث مراراً الخرطوم. وقال المسؤول الأمني السوداني إن الخرطوم أعربت في تموز (يوليو) 2015 عن استيائها من إبقاء السودان على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب على رغم التعاون القائم بين البلدين. إلا أنه لم يكشف مجالات التعاون بين البلدين في هذا المجال مكتفياً بالقول إن الخرطوم تلقت «مساعدات فنية» من الولاياتالمتحدة. وقال إن السلطات السودانية تعبيراً عن استيائها من عدم رفع اسم السودان عن لائحة الدول الراعية للإرهاب قامت ب «وقف التدريب وامتنعت عن تلقي المساعدات الفنية التي كانوا يقدمونها لنا». وأكد عطا المولى أنه التقى مدير «وكالة الاستخبارت المركزية الأميركية» (سي آي أي) جون برينان «مرتين منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015». وشدد على أن الخرطوم مستعدة «لتحمل أعباء مكافحة الإرهاب». وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور اليوم، إن قرار إدارة أوباما المبدئي بتخفيف العقوبات عن السودان اتُخذ بموافقة تامة من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب وبعد اجتماعات سرية استمرت أشهراً. وقال الغندور في مؤتمر صحافي إن التخفيف المحتمل للعقوبات جاء نتيجة اجتماعات سرية استمرت ستة أشهر في الخرطوم في شأن قضايا تراوحت بين محاربة «جيش الرب للمقاومة» للسلام في جنوب السودان والمناطق التي تشهد حرباً في السودان مثل دارفور. ووصف الغندور القرار بأنه بداية تحسن العلاقات مع الولاياتالمتحدة والذي سيجذب الاستثمارات الأجنبية.