اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس، أن تركيا التي تثير قلقاً شديداً في مسألة حقوق الإنسان ودولة القانون، تبتعد «بخطوات كبرى» عن الاتحاد الأوروبي. وعلى رغم تأكيده أنه يقيم علاقات «جيدة» مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشار يونكر إلى أنه «يشك» في رغبة أردوغان في دفع أوروبا إلى «القول إنها تريد وضع حد للمفاوضات من أجل إلقاء المسؤولية على عاتق الاتحاد الأوروبي فقط وليس تركيا». ومفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي التي أطلقت في عام 2005 مجمدة حالياً. لكن غالبية الدول الأوروبية لا ترغب في الوقت الراهن في إعلان تعليق رسمي خشية أن يتسبب ذلك في قطيعة نهائية مع شريك أساسي في ملف الهجرة ومكافحة الإرهاب. وقال يونكر في خطاب إلقاه أمام سفراء الاتحاد الأوروبي أمس، إن «السؤال هو معرفة ما إذا كان يجب وقف المفاوضات مع تركيا. إنها مسألة نظرية لأنه في مطلق الأحوال ليست هناك مفاوضات في الوقت الراهن». وتابع: «بالنسبة إلي، أنا أرغب في أن نتجه في شكل يخول الأتراك أن يدركوا أنهم هم، أي نظام أردوغان، من يجعل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أمراً مستحيلاً». وخلص إلى أن «المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الجانب التركي». على صعيد آخر، أكد رئيس المفوضية الأوروبية مجدداً أن على بريطانيا أن توافق أولاً على شروط انفصالها عن الاتحاد الأوروبي قبل البدء بأي محادثات حول ترتيبات مرحلة ما بعد «بريكزيت». وقال يونكر: «يجب أن يكون واضحاً جداً أننا لن نبدأ أي مفاوضات حول العلاقة المستقبلية قبل الاتفاق على كافة المسائل المتعلقة بالانفصال، أي طلاق المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي». وصرح يونكر بأنه يشعر بخيبة الأمل من طريقة تعاطي الحكومة البريطانية مع مفاوضات «بريكزيت». وقال: «قرأت بكل الانتباه الضروري كل الأوراق التي قدمتها حكومة المملكة المتحدة لكن أياً منها لم يشعرني بالرضى، ولذا هناك كمية كبيرة من الأسئلة التي يتعين التوصل إلى حل لها». وتأتي تعليقات يونكر فيما يواصل الجانبان جولة ثالثة من محادثات «بريكزيت» في بروكسيل والتي انطلقت الاثنين في أجواء توتر. وقال ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لنظيره البريطاني ديفيد ديفيس قبيل انطلاق المحادثات أن على لندن بدء «التفاوض بجدية» مع اقتراب المهلة النهائية ل «بريكزيت» في آذار (مارس) 2019. في المقابل، قال ديفيس إن الوثائق البريطانية كانت «نتاج عمل شاق وتفكير دقيق قمنا به خلف الكواليس ليس فقط في الأسابيع القليلة الماضية بل لفترة 12 شهراً». وأكد أن تلك الأوراق أساس «لما آمل أن يكون أسبوعاً بناء من المحادثات بين المفوضية الأوروبية وبريطانيا». وأضاف أن التقدم يتطلب «المرونة والخيال من الجانبين». ويرى الاتحاد الأوروبي أنه يتعين إحراز «تقدم كاف» في ثلاث مسائل مهمة هي حقوق المواطنين وحدود إرلندا الشمالية وفاتورة الانفصال، قبل الحديث عن ترتيبات ما بعد «بريكزيت». ويقرر قادة الاتحاد الأوروبي في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ما إذا تم التوصل إلى ذلك، لكن هناك تكهنات متزايدة بأن القمة سيتم إرجاؤها إلى كانون الأول (ديسمبر)، فيما لا يبدو مؤشر على سد الفجوة بين الجانبين.