تعقد بريطانيا والاتحاد الأوروبي اليوم جولة ثالثة من محادثات خروج المملكة المتحدة من التكتل، والذي ستحضّه على استخدام «مخيلته» وتجنّب «المماطلة» والتحلّي ب «مرونة» لتقديم «تنازلات» تمهد لتسوية خلافات صعبة. ويلتقي الوزير البريطاني للانسحاب من الاتحاد (بريكزيت) ديفيد ديفيس أبرز مفاوضي الاتحاد ميشال بارنييه اليوم، علماً أن الاثنين هو يوم عطلة في بريطانيا. وقال مصدر في الحكومة البريطانية إن لندن ستشير إلى مذكرات أصدرتها الأسبوعين الماضيين، في ما يتعلّق بالعلاقات المستقبلية وصفقة الخروج، لتظهر للأوروبيين أن المسؤولين البريطانيين يعملون «بدأب من أجل وضع أسس للمفاوضات». وأضاف: «على الجانبين أن يكونا أكثر مرونة ويتحلّيا بإرادة لتقديم تنازلات، عندما يتعلّق الأمر بتسوية خلافات. وكما قال مسؤولو الاتحاد، الوقت ينفد وعلى الطرفين الامتناع عن المماطلة في عملهما». وأشار الى أن مفاوضات هذا الأسبوع ستكون غالباً ذات طابع تقني، وستشكّل «منطلقاً لمحادثات أعمق في أيلول (سبتمبر) المقبل». ودعت وزارة «بريكزيت» في الحكومة البريطانية المفوضية الاوروبية الى إبداء «مزيد من الليونة»، فيما يدفع المفاوضون البريطانيون في اتجاه محادثات حول مستقبل العلاقات التجارية، بالتزامن مع الانفصال. وشددت على «ترابط جوهري للمحادثات المتعلّقة بخروجنا، وبالشراكة الوثيقة والمميزة التي نريدها مستقبلاً مع الاتحاد». ونشرت الحكومة البريطانية مذكرات في شأن كل نقاط التفاوض، من اتفاقات الجمارك المستقبلية إلى البيانات، بعدما أكد الاتحاد ضرورة تحقيق «تقدّم كاف» في شأن ثلاث مسائل أساسية، هي وضع مواطني الاتحاد الاوروبي في بريطانيا وكلفة «بريكزيت» والحدود المقبلة بين إرلندا الشمالية وجمهورية إرلندا، قبل مناقشة مستقبل العلاقات التجارية بين لندن والاتحاد. ولفت مسؤول في الاتحاد الى ان «هوة ضخمة جداً» تفصل بين «المكان الذين وصلنا اليه والمكان الذي نريد الوصول اليه»، مشيراً إلى «سطحية» في المفاوضات حتى الآن. واستبعد تحقيق «خطوات كبرى» في المحادثات هذا الأسبوع. وانتقد مسؤولون في الاتحاد الاقتراحات البريطانية في المفاوضات. لكن لندن تعتبر انها أبدت «براغماتية»، وتؤكد انها لا تستطيع تحقيق تقدّم في المسائل الثلاث، من دون درس العلاقات المستقبلية، إذ إن مشكلة الحدود مع إرلندا الشمالية تعتمد في شكل كبير على نوعية الاتفاق الذي يمكن التوصل إليه في شأن الجمارك. في السياق ذاته، قال ناطق باسم حزب العمال المعارض في بريطانيا أن الحزب سيعلن تحوّلاً في السياسة يتيح إمكان بقاء بريطانيا في السوق الموحدة للاتحاد والاتحاد الجمركي لسنوات، في إطار خروج «سلس» من التكتل. وأضاف أن الحزب سيطرح «البنود الأساسية» ذاتها، خلال فترة انتقالية تلي الخروج عام 2019، وبعد ذلك تكون كل الخيارات مفتوحة. وكانت صحيفة «ذي غارديان» نقلت عن الوزير المسؤول عن ملف «بريكزيت» في حكومة الظل العمالية كير ستارمر تأييده «استمرار عضوية السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي إلى ما بعد آذار (مارس) 2019، عندما تترك بريطانيا الاتحاد»، وذلك في محاولة لإيجاد خطة خروج بديلة أكثر وضوحاً من التي تقترحها حكومة تيريزا ماي. وأضاف: «سنضع الاقتصاد وفرص العمل دائماً على رأس أولوياتنا». وأوردت الصحيفة أن الحزب «سيترك الخيار مفتوحاً لكي تبقى بريطانيا عضواً في الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة للسلع، إلى ما بعد نهاية الفترة الانتقالية».