اختتمت يوم الاثنين الماضي فعاليات معرض الدارالبيضاء الدولي للنشر والكتاب، الذي شهد المعرض طيلة أيامه العشرة مشاركة واسعة للمملكة العربية السعودية، إذ كان جناحها بارزاً بحضور عدد من المثقفين والأدباء السعوديين الذين شاركوا في ندوات ثقافية وأمسيات شعريةوشهد الجناح، الذي ترعاه وزارة التعليم العالي ممثلة بالملحقية الثقافية السعودية، حراكاً ثقافياً كبيراً، وزاره شخصيات مهمة سياسية وديبلوماسية وثقافية عربية وأجنبية. وضم قرابة 17 جهة حكومية سعودية مشاركة، من بينها جامعات عدة واطلعوا على أفلام وثائقية أنتجتها الملحقية الثقافية السعودية في الرباط، وتحكي فيها سيرة تطور التعليم العالي في المملكة وجهود خادم الحرمين الشريفين ودعمه المتواصل لزيادة عدد الجامعات المحلية. وزار السفير الأميركي في المغرب صامويل كابلان الجناح السعودي المشارك في المعرض الأسبوع الماضي، وأكد على أهمية الدور الريادي للمملكة في الساحة الثقافية العربية والعالمية، لافتاً إلى أن تواجدها المستمر أمر إيجابي. ووصف كابلان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حوار الأديان «خطوة تاريخية»، داعياً إلى وجوب أخذ المبادرة، «مأخذ الجد من طرف الجميع ليحقق الحوار غايته الحضارية». ووعد السفير الأميركي في ختام زيارته للجناح السعودي بالتنسيق مع الملحقية الثقافية السعودية، «لعقد اتفاقات ثقافية مستقبلاً والتعاون معها في هذا المجال»، مؤكداً سعادته بما شاهده من إثراء فكري كبير لدى المشاركين السعوديين. وقام الملحق الثقافي السعودي في المغرب ناصر البراق بإهداء السفير وحرمه نسخة من القرآن الكريم، المترجم إلى اللغة الإنكليزية. من جانبه قال البراق، الذي يعد المشرف العام على جناح المملكة ل «الحياة» إن زيارة السفير الأميركي للجناح السعودي تعبر عن عمق العلاقة الثقافية بين المملكة وأميركا»، مشيراً إلى أن الجناح يعرض كتباً ثقافية أنتجها المثقفون السعوديون. وحول الملاحظات على مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض الكتاب الدولي بعد اختتام فعالياته، أضاف: «نستطيع القول أننا نجحنا بشكل كبير في المشاركة المميزة وعكسنا الصورة الحقيقية للمملكة ودورها الريادي في الثقافة، وحظينا طيلة الأيام الماضية بزيارات من وفود ديبلوماسية وزارية من دول عدة واستطعنا أن نقدم الصورة الكاملة لمملكة الإنسانية وقائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كما أبرزنا دوراً لمؤسساتها الاجتماعية والتي تقدمها داخلياً ولن أكون مخطئاً عندما أقول أنها كانت محل سعادة وثناء من الزوار للجناح». وزاد: «الملحقية ركزت في مشاركتها على الأدب السعودي في مراحل تطوره، منذ البداية. وأرادت تنظيم الأمسيات الشعرية والندوات الثقافية لإبراز مراحل الأدب الذي عاشتها المملكة من صنع أبنائها المثقفين، في فترات متعددة ومن ضمنها فترة الثمانينات وما قبلها». يذكر أن المعرض شارك بنحو 3 آلاف عنوان سعودي، إضافة إلى برنامج ثقافي حافل ومتنوع بالندوات والأمسيات الأدبية والشعرية. إذ كانت هناك ندوة عن الأدب السعودي، شارك فيها الدكتور عالي القرشي والدكتور عثمان الصيني. وتم تنظيم أمسية شعرية في «بيت الشعر العربي» للشاعر عبدالله الزيد، وقدم الدكتور سعيد السريحي محاضرة حول ابن رشد.