أعلن الأسطول الروسي في البحر الأسود نشر غواصتين جديدتين قبالة سواحل سورية، موضحاً في بيان أمس، أن الغواصتين «كولبينو» و «فيليكي نوفغورود» وصلتا بالفعل إلى سواحل البحر المتوسط. ويأتي تعزيز روسيا وجودها العسكري قُبالة السواحل السورية بينما تُكثف غاراتها الجوية في البادية ودير الزور شرقاً. ودمر الطيران الروسي مستودعاً للأسلحة تابعاً ل «داعش» في محافظة حمص. كما شن غارات على مناطق في محيط مطار دير الزور العسكري. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن «داعش» يعيد نشر قواته تمهيداً للدفاع عن مواقعه في محافظة دير الزور. في موازاة ذلك، أبلغت مصادر موثوقة «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن مجموعة من القوات الروسية وصلت ريف حلب الشمالي ودخلت بلدة تل رفعت التي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية». وتشهد المنطقة قصفاً متبادلاً بين تركيا و «سورية الديموقراطية». وأوضح بيان الأسطول الروسي أن الغواصتين الجديدتين اللتين وصلتا البحر المتوسط تسيران بالديزل، وهما نسختان محدثتان من غواصات فئة «كيلو» وفق مصطلح حلف شمال الأطلسي، قد وضعتا في الخدمة في 2016 وتنضمان إلى «المجموعة الدائمة للأسطول الروسي في المتوسط». وتحمل السفن الروسية قبالة سواحل سورية منظومات صواريخ «أس-400» و «أس-300» ومنظومات «باستيون» للدفاع البحري الموجودة على الأراضي السورية. ووفق الأرقام الرسمية للعام 2016، ينتشر حوالى 4300 عسكري روسي في سورية. ومنذ انخراط روسيا بالحرب في سورية، عززت تواجدها في البحر المتوسط، حيث تستخدم قاعدة بحرية في طرطوس، شمال غربي سورية في عمليات التدريب والإمداد. كما نشر الجيش الروسي غواصات وسفناً حربية، وحاملته الوحيدة للطائرات، طوال أشهر في البحر المتوسط، بالإضافة إلى عشرات الطائرات المقاتلة والقاذفات التي تنطلق من «قاعدة حميميم» القريبة من اللاذقية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو ودمشق وقعتا في كانون الثاني (يناير) الماضي، اتفاقاً ينص على أن في الإمكان نشر 11 سفينة عسكرية بما فيها السفن التي تعمل بالدفع النووي، في طرطوس في وقت واحد. في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «داعش» يعيد نشر قواته بعد الهزيمة التي تكبدها قرب بلدة غانم علي، تمهيداً للدفاع عن مواقعه في محافظة دير الزور، آخر معاقله في سورية. وأكدت الوزارة أن التنظيم يقيم في دير الزور مواقع محصنة وينشر آليات حربية ثقيلة، بما فيها الدبابات والسيارات الرباعية الدفع المزودة رشاشات ثقيلة ومدافع هاون. وأشارت إلى أن القوات النظامية السورية تواصل تقدمها على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات في البادية، وذلك بفضل فعالية الغارات التي ينفذها سلاح الجو الروسي على مواقع «داعش». وأعلنت الوزارة أن الطيران الحربي الروسي دمر خلال ال24 ساعة الماضية أربع دبابات و16 سيارة مزودة رشاشات ثقيلة وست شاحنات محملة ذخيرة، فضلاً عن موقعين محصنين مزودين مدافع. تزامناً، أبلغت مصادر موثوقة «المرصد السوري»، بأن مجموعة من القوات الروسية وصلت ريف حلب الشمالي، حيث دخلت بلدة تل رفعت التي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية». وتشهد تلك المناطق عمليات قصف من القوات التركية والفصائل المدعومة منها. وعلم «المرصد» أن دخول القوات الروسية مناطق سيطرة «سورية الديموقراطية» جاء بعد مساعٍ قام بها الجانب الروسي للتوصل الى موافقة القوات الكردية على نشر قوات فصل من الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة الممتدة بين مدينة مارع وبلدة دير جمال بريف حلب الشمالي، على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المعارضة المدعومة منها.