تمكن مقاتلو المعارضة السورية امس من السيطرة على مدينة الميادين الاستراتيجية في محافظة دير الزور بعدما شنوا هجوم على كتيبة للمدفعية فيها. وانسحبت قوات النظام الى مقر عسكري يبعد حوالى 80 كلم عن الميادين. وبهذا اصبحت المنطقة الممتدة من دير الزور الى الحدود العراقية خالية تماماً من وجود قوات النظام وتسيطر عليها المعارضة بالكامل. وقال مراقبون ان النظام السوري يسعى الآن الى تركيز سيطرته على دمشق ومناطق الوسط والشمال الغربي حيث الأكثرية العلوية، بعدما خسر معظم مناطق الشرق والشمال بمحاذاة الحدود مع تركيا. واعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) مساء امس ان الصحافي باسل توفيق الذي يعمل في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السورية قتل على يد «مجموعة ارهابية مسلحة» في حي التضامن في دمشق واعتبرت اغتياله «استهدافاً للاعلام الوطني». ودارت امس اشتباكات عنيفة في رأس العين بمحافظة الحسكة بين مقاتلين من المعارضة والاكراد بعدما حشد الجانبان قوات لخوض المعركة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «جبهة النصرة» استقدمت نحو مئتي مقاتل من مدينة تل ابيض (غرب رأس العين) بينما عززت «كتائب غرباء الشام» قواتها بمئة مقاتل وثلاث دبابات كانت استولت عليها في المعارك في محافظة الرقة. وحشد المقاتلون الاكراد، الذين يطلقون على تجمعهم اسم «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي، نحو 400 مقاتل من مناطق مختلفة. ودعت «غرباء الشام» في شريط مصور كل فصائل «الجيش السوري الحر» الى معركة «لتحرير مدينة الحسكة» التي ما زال النظام يسيطر عليها وعلى القامشلي، وذلك «لتخفيف الضغط عن باقي المحافظات السورية». وتضم مناطق الشمال والشمال الشرقي من سورية معظم الاكراد السوريين البالغ عددهم زهاء مليوني شخص. وقال مزارع في رأس العين عرف عن نفسه باسم «ابو احمد» لوكالة «فراس برس» ان «غالبية السكان هربوا، والعدد القليل الباقي يعيش في غياب الأمان وظروف انسانية سيئة لأن الاشتباكات ادت الى قطع الماء والكهرباء في شكل دائم». وأعلن مقاتلو المعارضة امس انهم حققوا «نصراً كبيراً للثورة» بسيطرتهم على الفوج 46 في محافظة ادلب، وقال العميد المنشق محمد احمد الفج الذي قاد الهجوم «انه اكبر انتصاراتنا منذ بداية الثورة» ويمثل سقوط هذا الفوج «التحرير» شبه الكامل لجزء كبير من ريف ادلب. وبذلك تكون الطريق السريع من الحدود التركية حتى حلب «محررة» بالكامل. وما زال النظام يحتفظ بقاعدة مهمة في المنطقة وهي كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان التي تبعد نحو 25 كلم الى الشمال الغربي من حلب، والتي نجحت القوات النظامية في صد هجوم للمقاتلين للسيطرة عليها. من جهة اخرى اعلنت موسكو امس اعتراضها على نشر الحلف الاطلسي (الناتو) صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية مع سورية. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان هذا القرار «لن يعزز الاستقرار في المنطقة». ويتخوف مراقبون من ان تعتبر القيادة الروسية نشر صواريخ «الناتو» على الحدود السورية استفزازاً لها يحتاج الى رد مماثل، بعدما تحولت سورية الى آخر قاعدة عسكرية موالية لها في منطقة شرق المتوسط. وتعززت هذه المخاوف مع اعلان وزارة الدفاع الروسية ان مجموعة سفن حربية قد ترسو في مرفأ طرطوس السوري، قبل الانضمام الى مهمة مكافحة القراصنة قبالة سواحل الصومال. وقالت الوزارة ان مجموعة السفن التابعة لاسطول البحر الاسود الذي يضم خصوصا الطراد «موسكفا» والسفينة «سميتليفيي» وسفينتي الانزال «نوفوتشيركاسك» و»ساراتوف» تستعد لمهمة مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال. ويمكن أن تتوجه في حال الضرورة للقيام بعمليات صيانة في مرفأ طرطوس حيث توجد قاعدة امداد ودعم تقني روسي. والقاعدة الروسية في طرطوس مجهزة بثكنات ومستودعات للخزن وسفينة لاجراء التصليحات وتستخدم نحو خمسين بحاراً روسياً. وسبق ان رست سفن البحرية الروسية مرارا في طرطوس منذ بدء النزاع السوري في اذار (مارس) 2011. وكان مسؤولون في قيادة الحلف الاطلسي في بروكسيل ذكروا امس ان نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية قد يحتاج الى اسابيع، لأن هذا القرار تلزمه موافقة برلمانات الدول المعنية، وهي في هذه الحال المانيا وهولندا، كما هناك حاجة لاختيار المواقع المناسبة لنشر الصواريخ ومن ثم نقلها الى تركيا الذي من الارجح ان يتم عن طريق البحر.