قُتل 34 مدنياً نصفهم من النساء والأطفال في غارات جوية شنتها طائرات حربية يُعتقد أنها روسية على مناطق عدة في شمال سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الجمعة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن طائرات حربية يعتقد انها روسية قصفت الخميس مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم «داعش» في سورية، فضلاً عن مدينتي اعزاز والباب في محافظة حلب شمالاً ومناطق اخرى. وأوضح عبدالرحمن ان 12 مدنياً قتلوا الخميس في الرقة بينهم طفلان وامرأتان وعاملا اغاثة. كما قتل 11 آخرون في الباب بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء، وتسعة في اعزاز بينهم طفل وست نساء. وأصيب عشرات جراء تلك الغارات من دون ان يسقط مقاتلون، وفق عبدالرحمن. ويسيطر تنظيم «داعش» على مدينة الرقة منذ كانون الثاني (يناير) 2014 وعلى مدينة الباب منذ مطلع العام نفسه في حين تتواجد في اعزاز فصائل اسلامية مقاتلة بينها «جبهة النصرة» وتركمان سوريون. الى ذلك، توفي مدنيان آخران متأثرين بجروحهما أمس جراء قصف جوي على بلدتين واقعتين تحت سيطرة «داعش» في ريف حلب الشرقي، بحسب المرصد. وتشن روسيا منذ 30 أيلول (سبتمبر) حملة جوية في سورية تقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» ومجموعات «ارهابية» أخرى، إلا أن الغرب والمعارضة يتهمانها بالتركيز على الفصائل المقاتلة عوض المتشددين. في غضون ذلك، كتبت «فرانس برس» تحقيقاً أمس من على متن الطراد الروسي «موسكفا» قبالة السواحل السورية في المتوسط، نقلت فيه عن الكابتن الكسندر شفارتس إن «بوسعه (الطراد) اطلاق 12 صاروخاً يبلغ مداها 70 كلم دفعة واحدة». و «موسكفا»، سفينة القيادة لأسطول البحر الأسود الروسي المتمركز في القرم، هي أكبر سفينة ارسلتها موسكو الى عرض السواحل السورية لمساندة حملة الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الحربية الروسية دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد. وهي تبحر على مسافة 13 كلم قبالة السواحل السورية. وقبل ثلاثة اسابيع كانت السفينة التي تعود الى الحقبة السوفياتية وتم بناؤها عام 1983، متمركزة على مسافة أبعد من السواحل لحماية السفن التي تقوم بتموين قاعدة حميميم الجوية على الساحل السوري. لكن بعدما قامت طائرة اف-16 تركية بإسقاط طائرة حربية روسية في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) فوق سورية اقتربت «موسكفا» من السواحل لحماية الطائرات الحربية الروسية. وقال الكابتن شفارتس امام الصحافيين الذين نظمت لهم وزارة الدفاع الروسية زيارة للسفينة: «الآن تقضي مهمتنا الرئيسية بتقديم غطاء جوي لقاعدة حميميم والطائرات الروسية التي تقوم بمهماتها فوق سورية»، متحدثاً من القاعدة الواقعة قرب اللاذقية في غرب سورية. وبعد تدخلها في النزاع السوري في 30 أيلول، كثّفت روسيا حملتها الجوية من البحر مع إطلاق صواريخ كروز من غواصة في المتوسط وسفن حربية في بحر قزوين الى الشرق. غير ان الطرادة «موسكفا» مجهزة للتحرك بالمقام الأول ضد سفن في البحر وطائرات في الجو. وهي لم تستخدم اياً من تجهيزاتها العسكرية في العملية في سورية. والسفينة (على متنها 500 بحار) تحمل صواريخ مضادة للسفن من طراز «فولكان» يمكن تجهيزها برؤوس نووية، غير انها لا تحمل مثل هذه الصواريخ في الوقت الحاضر. وفي برلين كتبت صحيفة «بيلد» اليومية الألمانية، أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي.إن.دي) استأنفت تعاونها مع استخبارات الرئيس السوري بشار الأسد، لتبادل المعلومات حول الإسلاميين المتشدّدين، على رغم معارضة برلين بقاءه في الحكم في ظلّ أي اتفاق سلام في سورية. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن ضباط الاستخبارات الألمانية يسافرون بانتظام إلى دمشق منذ بعض الوقت، للتشاور مع نظرائهم السوريين. وقبل أسبوعين، أقرّ البرلمان الألماني خطة لدعم الحملة الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد متشدّدي تنظيم «داعش» في سورية، بإرسال طائرات استطلاع من طراز تورنيدو وفرقاطة تساعد في حماية حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول وطائرة للتزويد بالوقود وما يصل إلى 1200 جندي. ووصفت وسائل إعلام ألمانية المهمة بأنها «الحرب الأولى» للمستشارة أنغيلا مركل، كما أبرزت أخطار سقوط طيارين ألمان بطائراتهم في الأراضي التي يسيطر عليها «داعش». وأشارت «بيلد» إلى أن الهدف من تجديد الاتصالات مع دمشق هو تبادل المعلومات عن المتشدّدين، بخاصة من ينتمون إلى «داعش»، وكذلك فتح قناة اتصال تفيد في حال سقوط طيّار ألماني في سورية. وامتنعت ناطقة باسم الحكومة عن تأكيد التقرير أو نفيه. وقالت كريستين فيرتس في إفادة صحافية دورية: «ليس في وسعي التعليق على تفاصيل تخصّ عمل بي.إن.دي.». ولم ترد وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية على طلب للتعليق. وكتبت «بيلد» أن وكالة «بي.إن.دي» تريد أن تكون لها محطة في دمشق، وأن ترسل عملاء إلى هناك في أسرع ما يمكن للعمل في شكل دائم، مضيفة أن الوكالة تتّخذ خطوات من أجل ذلك بعلم الحكومة. وتابعت أن عملاء «بي.إن.دي» يمكن أن ينتقلوا إلى السفارة الألمانية المغلقة حالياً في دمشق، وأن حكومة ميركل تريد اتخاذ قرار نهائي في شأن الأمر في بداية العام الجديد. واستبعدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، أي تعاون بين القوات الألمانية المقرر أن تشارك في الحملة العسكرية ضد «داعش» وقوات الأسد.