جدّد الطيران الروسي والسوري غارات على الأحياء الشرقية في حلب، تزامنت مع معارك عنيفة في ريف المدينة بعد ساعات على انتهاء هدنة أعلنتها موسكو من دون تمديدها. في الوقت ذاته أشار وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر للمرة الأولى إلى احتمال تنفيذ عملية عسكرية لتحرير الرقة من «داعش»، بالتزامن مع الهجوم على الموصل. وأُفيد أمس بتحليق طائرة تجسس أميركية فوق البحر المتوسط قبالة قاعدتين روسيتين غرب سورية. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن طائرات حربية شنّت غارات على مناطق في بلدات خان العسل وأم جبينة ومحيط أورم الكبرى في ريف حلب والأحياء الشرقية المحاصرة «وسط تجدد للمعارك العنيفة في محور ال 1070 شقة وسوق الجبس جنوب غربي حلب». وشنّت فصائل معارضة هجوماً لاستعادة مناطق في تل الصواريخ في ريف حلب الجنوبي الغربي، بعد اقتراب القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها من بلدة خان طومان. وقال «أبو عدي علوش» القائد العسكري في «جيش الفتح» الذي يضم فصائل إسلامية بينها «فتح الشام» و «أحرار الشام» إن التكتّل «يعدّ لمعركة كبيرة باسم ملحمة حلب لتحريرها من المحتلّين الروس والإيرانيين». وكان «المرصد» أفاد بوجود «تعزيزات عسكرية للطرفين، ما يُظهر أنه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف إطلاق النار». وبدأ النظام السوري وحليفه الروسي هجوماً في 22 أيلول (سبتمبر) لاستعادة الأحياء الشرقية، ما أدى إلى اتهامات بارتكاب «جرائم حرب» نظراً إلى شدة الضربات التي أوقعت حوالى 500 قتيل وألفي جريح، وفق الأممالمتحدة. وعلى رغم الأوضاع الصعبة، لم تشهد ثمانية ممرات حدّدها الجيش الروسي خلال الهدنة أي حركة لإجلاء المدنيين والجرحى. ولم يغادر سوى ثمانية مقاتلين جرحى وسبعة مدنيين منطقة الفصائل. وخططت الأممالمتحدة لإجلاء جرحى في وقت مبكّر الجمعة الماضي، ثم قررت تأجيل العملية لأن «الضمانات المتعلقة بالظروف الأمنية» ليست متوافرة. وأسِف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آرولت الذي وصل أمس إلى غازي عنتاب في جنوبتركيا، حيث يزور مخيماً للاجئين، لتجدُّد المعارك. وقال: «إذا كنا نريد أن يعود اللاجئون السوريون يوماً إلى بلادهم، ينبغي القيام بكل ما هو ممكن لوقف هذه المجزرة واستئناف التفاوض للتوصل إلى اتفاق سياسي. ولا يمكن التوصل إلى مفاوضات تحت القنابل». إلى ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي الذي زار أمس شمال العراق، إلى بدء عملية لعزل «داعش» في مدينة الرقة التي تشكّل أبرز معقل لهذا التنظيم في سورية، بالتزامن مع معركة استعادة الموصل في شمال العراق. وقال كارتر خلال زيارة لإقليم كردستان العراق لبحث العملية الدائرة لاستعادة الموصل من «داعش»: «نريد أن نرى بدء عملية عزل حول الرقة بالسرعة الممكنة. نعمل مع شركائنا هناك (في سورية) للقيام بذلك، وستكون هاتان العمليتان متزامنتين». وتقدّم الولاياتالمتحدة الدّعم للفصائل السورية المسلحة و «قوات سورية الديموقراطية» التي يقودها الأكراد في معركتها ضد التنظيم المتطرّف. وسعت تركيا إلى الحصول على دعم من أميركا للمشاركة في تحرير الرقة، فيما تدعم فصائل «درع الفرات» في طرد «داعش» والأكراد من شمال حلب، وإقامة منطقة آمنة تزيد مساحتها على خمسة آلاف كيلومتر مربع. ونوّه كارتر ب «مهنية القوات الجوية الروسية في تلافي الصدامات والتنسيق مع طيران التحالف الدولي في سماء سورية»، فيما أفاد موقع «روسيا اليوم» بأن «طائرة تجسُّس أميركية من طراز «آي 8. بي» حلّقت في محاذاة السواحل السورية على البحر المتوسط واقتربت من قاعدة حميميم وقاعدة إمداد في طرطوس ترسو فيها سفن حربية للأسطول الروسي». وزاد أن الطائرة «حلّقت أكثر من 4 مرات على طول السواحل السورية قرب نقطة الإمداد والتموين للسفن الروسية في ميناء طرطوس، والقاعدة الجوية الروسية في مطار حميميم في ريف اللاذقية».