أرجعت مديرة المكتب الإقليمي لبرنامج «غلوب» لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا سوسن فخر الدين ل«الحياة»، اختيار وزارة التربية والتعليم للمدينة المنورة لاستضافة فعاليات «برنامج غلوب البيئي العالمي» إلى اعتبارات «لوجستية» و«إدارية»، وقالت: «بحسب معرفتي أن فريق العمل في الوزارة متلهف للمشروع وجاد في إطلاقه». وأوضحت أن البرنامج ليس في حاجة إلى تطبيقه خارج الحرم الجامعي. وتابعت: «طالما أنه تمت الموافقة عليه فهذه بداية لتذليل العقبات أمام الطالبات»، مشيرة إلى أن المشاركات فيه وصلت إلى 28 مدرسة غير المنسقات للبرنامج، وكلفة المشاركة فيه باهظة، إذ وصلت كلفة مشاركة الواحدة منهن إلى 2000 دولار، في الوقت الذي يشترط فيه البرنامج أن تكون المتدربات اختصاصيات في العلوم ولديهن الرغبة في تعلم البرنامج، إذ إنه يضيف عبئاً على المتعلم لفرضه البحث الدائم منه على المعلومة. ويهدف البرنامج الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع برنامج غلوب البيئي لدول الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، وتستضيفه الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة المدينةالمنورة، إلى تحقيق تنمية المهارات العلمية اللازمة لتنفيذ مفردات البرنامج لدى المتدربات لتدريب الطالبات على معرفة مفهوم التعلم والملاحظات العلمية من أجل إفادة البيئة. وأبانت نائب وزير التعليم للبنات نورة عبدالله الفايز أن «غلوب البيئي» من أبرز البرامج التعليمية التربوية على مستوي العالم، إذ يحقق أهدافاً مختلفة تعود بالنفع على الطلبة والمعلمين والمجتمع المدرسي وتتدرج حتى تصل إلى إفادة البيئة على المستوى العالمي. وقالت لدى حضورها أمس (السبت) انطلاق فعاليات البرنامج إنه نموذج مميز للبرامج التي لا تجمع الطلبة بالعلماء فحسب، بل تجعلهم يمارسون أدوار العلماء، إضافة إلى ما يحققه من صقل لشخصياتهم، من خلال تعرفهم على أقرانهم من مختلف دول العالم واكتسابهم لمهارات متنوعة مثل اللغة الإنكليزية والتعامل مع الحاسب الآلي وشبكة «الإنترنت». وأشارت الفايز إلى أن انضمام تعليم البنات لبرنامج «غلوب» جاء رغبة من الوزارة في منح الطالبات الفرصة للمشاركة في مثل هذه البرامج العالمية الهادفة. وفي السياق ذاته، أكد المدير العام للتربية والتعليم في منطقة المدينةالمنورة الدكتور سعود حسين الزهراني الذي تستضيف إدارته فعاليات البرنامج، أن التحولات المتسارعه التي تشهدها إستراتيجيات التعليم والتعلم في ظل الاهتمام العالمي والإقليمي والمحلي لتحقيق متطلبات مجتمع المعرفة، تفرض تطويراً مستمراً ومتواصلاً لكل القائمين على عمليات التربية والتعليم التربوية والمهنية، من أجل استثمار المعرفة لما وراءها من مقومات التنمية الوطنية الشاملة وإيجاد فرص العمل والتعلم المستمر وصولاً إلى الأمن بمناحيه المتنوعة والاستقرار والرخاء والنماء. وأبان «الزهراني» أن برنامج «غلوب» يمثل بعداً تربوياً وإنسانياً في استجابته للنداء العالمي بالمحافظة على البيئة ومكوناتها والسعي إلى توعيه المجتمعات بأهمية الوعي البيئي في مجالات المناخ والمياه والتربة ودراسات الأحياء، وبعداً تنموياً فاعلاً بما يقدمه من نتائج دراسات وتطبيقات عملية تسهم في التعرف على المكونات البيئية وسبل المحافظة عليها، إضافة إلى أنه يعد بعداً اجتماعياً ودولياً، لما يمثله من الشراكة العالمية في الاهتمام بالبيئة من خلال التعليم والتعلم، فضلاً عن كونه فرصة علمية لمنسوبي التربية والتعليم لرفع مستوياتهم في مجالات التدريب والتعليم لاكتشاف البيئة والحفاظ على مقوماتها، وفرصة للمنتمين للبرنامج نفسه من المعلمات المتدربات على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج لرفع مستوياتهن التربوية والمهنية من أجل اكتساب الطالبات مهارات علمية وعملية ترتقي بمستواهن في الحفاظ على البيئة.