تواصلت المشاركة السعودية في معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب، إذ شارك الشاعر عبدالله الزيد بأمسية شعرية مساء الأربعاء الماضي، نظمتها الملحقية الثقافية السعودية في المغرب، في مؤسسة الملك عبد العزيز بالدارالبيضاء. وقرأ الزيد، في أمسيته التي استمرت نحو ثلاث ساعات، قصائد متنوعة من ديوانه «بكيتك نوارة الفأل .. سجيتك جسد الوجد»، إضافة إلى عشرات القصائد التي كتبها في مطلع الثمانينات، وتحكي قضية الاستعمار الأجنبي في الدول العربية، وكذلك استعراض الأوضاع في فلسطين، والإرهاب الذي تمارسه إسرائيل على أهلها بقوة السلاح والحصار، شارحاً الوضع الذي تعيشه الأسرة الفلسطينية والمعاناة التي تواجهها في كل يوم، ويقتل أطفالها ويشرد سكانها إلى المجهول دون أي تحرك. وشهدت أمسية الزيد حضوراً من زوار المعرض الدولي للكتاب، ومسؤولين في سفارة خادم الحرمين الشريفين بالرباط. وقال الزيد ل«الحياة» في حديث على هامش الأمسية، إنه شاعر يناضل من أجل قضيته «وهي الاستعمار الأجنبي الذي أدى لتخلف الإنسان في الوطن العربي، وبعثر الأمة إلى دويلات متنافرة وجعل أيامها حزناً ومأساة»، مؤكداً أن الأمة «تعاني من ويلات هذا الاستعمار حتى الآن». إلى ذلك، قال الملحق الثقافي السعودي في المغرب ناصر البراق إن الأمسية «تعد إحدى أهم الأمسيات التي تقيمها الملحقية على هامش معرض النشر والكتاب في المغرب، وقد لاقت صدى طيباً في أوساط المثقفين والحضور». وحول مشاركة المملكة في جناح رسمي هو الأبرز في المعرض، أجاب أن وزارة التعليم العالي «تحرص على المشاركة التي تعكس صورة المملكة الحقيقية وموروثها الثقافي الكبير، الذي يخدم الأمة العربية والعالم الإسلامي»، مؤكداً أن الجناح «شهد ألآف الحضور طيلة أيام المعرض الماضية، ومن ضمنهم مسؤولين وشخصيات ثقافية بارزة في المجتمع المغربي». وأضاف « كان هناك حضورٌ لعشرات الطلاب من المدارس بجميع مستوياتها، جاءوا للتعرف على مملكة الإنسانية وما تقدمه من جهود طيبة في كثير من القضايا حول العالم». وبخصوص مستوى المشاركة للمثقفين السعوديين، من خلال كتبهم التي تعرضها دور النشر، قال إن المشاركة كبيرة وعامة «وشهدنا في أروقة المعرض إقبالاً على إصدارات المؤلفين السعوديين بصورة متزايدة طيلة أيام المعرض»، معتبراً مشاركة الجامعات السعودية «أمراً مهماً في تعريف زوار الجناح بتطور التعليم، الذي تشهده المملكة في الوقت الحاضر». وقال الملحق الثقافي: «أنتهز الفرصة وأشكر وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ونائبه الدكتور علي العطية على الدعم الكبير والمتواصل الذي تلقاه الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج، والتي تسعى إلى مد جسور التواصل مع الثقافات الأخرى ونشر ثقافة المملكة».