وقف على مسرح جمعية الثقافة والفنون في الدمام، ممثلون عن تسع فرق مسرحية، منذ انطلاق «مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة»، الثامن، الثلثاء الماضي، وشهد حضوراً متواتراً على رغم الثورة المصرية، والعودة إلى المدارس. وحملت المسرحيات مفارقات تحاول الالتفاف على ضوابط غير مكتوبة. وحضرت المرأة في «مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة»، مسخاً، إذ تلبس دورها رجل خفف من شواربه، واقتحمت خشبة المسرح ممثلاً الدور الرئيسي في مسرحية «امرأة بثياب رجل»، لفرقة «أوبار» العمانية. وطوع مخرج المسرحية أحمد معروف شخصية «ذكورية»، لتكون امرأة، بما يسمح لعرض المسرحية في السعودية، بحسب عباس الحايك، الذي وصف حضور المرأة ب «الموارب». وعوض منظمو المهرجان عدم حضور وسائل الإعلام في شكل دائم، وبخاصة المرئي منها، بإنشاء موقع بث مباشر على شبكة الإنترنت، ينقل العروض المسرحية مع بدء عرضها على خشبة المسرح، إضافة إلى نقل الندوات التطبيقية، كما لم ينسوا إنشاء صفحة خاصة في موقع «الفيسبوك». ولم يعلق مدير الجمعية عيد الناصر على غياب القناة الثقافة السعودية، معتبراً «حضورها شأن خاص بها»، نافياً وجود «اتفاق مسبق بين الجمعية والقناة، لتغطية فعاليات المهرجان». ويفصل بين «الجمعية» ومقر «تلفزيون الدمام» شارع، لا يستغرق قطعة «فركة كعب»، إلا أن التلفزيون اكتفى بتصوير جانب من افتتاح المهرجان وغاب عن أكثر فعالياته اللاحقة. وفيما يُبدي حضور إعجابهم بالعروض، ينزوي النقاد إلى الجانب الآخر، ويكشفون عما يُغضِب الممثلين والمخرجين. ووصف مداخلون عرض «رماد» لفرقة «عوام ميديا» ب«المبهر في الإضاءة والموسيقى والتكوين»، لكن نقاداً رأوا فيه «إبهار تحول إلى عامل محبط للعرض»، وبخاصة بعد أن امتلأ المسرح بالدخان، وهو ما جعل بعض الحضور يقعون ضحية السعال والابتعاد عن الخشبة قدر المستطاع. ورأى الناقد المسرحي زكريا المؤمني في عرض «رماد» «جلداً للذات، واحتوى مفردات وفضاءات لم تستغل استغلالاً جيداً من المخرج»، كما أن «ممثلين وقعوا في صراع مع طغيان المؤثرات الصوتية والموسيقية». ووجد المؤمني في مسرحية «إسبرسو»، من تأليف محمد قشقري وإخراج جميل القحطاني، «مشكلة تتكرر كثيراً، وتتمثل في كون المؤلف ممثلاً، ما يقتل الحال الإبداعية لدى الاثنين». ورأى الناقد عباس الحايك في نص مسرحية «التائه»، من تأليف وإخراج إبراهيم الخميس، أنه «غير مكتمل، ويحتاج إلى تعميق الفكرة والعمل على الشخصية الرئيسية، وتعميق وإبراز الحالات النفسية في شكل أوضح»، إضافة إلى «الانتقالات الزمنية السريعة، والتي تفتقد لرابط واضح، وكأن المؤلف يسعى إلى الانتهاء من النص من دون المرور المتأني بتفاصيل الحكاية». وعلى رغم ما أبداه الناقد المؤمني من تواضع في تعليقه على مسرحية «شايلوك»، من تأليف يزيد الخليفي وإخراج هذال البيشي، حين قال: «ما زلت أحبو أمام كوكبة المسرحيين في المهرجان»، وإشادته بأمانة «المخرج للنص في شكل لا يوصف وفي كل مفردة»، غير أنه رأى أن «المخرج تحول إلى مفسر»، وأن «المخرج لديه لمحات لكنها كانت على استحياء، لأنه متأثر بكل كلمة في النص، والتي ظهرت جليا في استسلام الممثل للمخرج». وشهدت الأيام الماضية من «المهرجان» عقد ندوات تطبيقية، إضافة إلى ندوات فكرية. وتستمر عروض المسرحيات إلى اليوم (الأربعاء)، فيما يختتم المهرجان غداً الخميس.