انخفضت أسعار النفط الخام أمس مع تباطؤ نمو نشاطات التكرير في الصين، ما يلقي بظلال من الشك على الطلب المستقبلي على الخام في ثاني أكبر دولة مستهلكة في العالم، فيما تشير زيادة طاقة الحفر في الولاياتالمتحدة إلى تفاقم تخمة المعروض عالمياً. وأظهرت بيانات «المكتب الوطني للإحصاء» أن المصافي الصينية كررت 10.71 مليون برميل يومياً في تموز (يوليو)، بانخفاض نحو 500 ألف برميل يومياً عن حزيران (يونيو)، وهي أقل كمية منذ أيلول (سبتمبر) 2016. ولفت محللون إلى أن الانخفاض أكبر من التوقعات، ما يعزز مخاوف من أن تؤدي تخمة المعروض من الوقود المكرر إلى إضعاف الطلب الصيني على النفط الخام. ونزل مزيج «برنت» الخام 27 سنتاً إلى 51.83 دولار للبرميل مقارنة بسعر الإغلاق يوم الجمعة، ولامس النفط خلال الجلسة مستوى منخفضاً عند 51.66 دولار للبرميل. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتاً إلى 48.64 دولار للبرميل. ويتوخى المستثمرون في النفط الحذر بعدما أظهرت بيانات منصات الحفر الأميركية التي نشرتها «بيكر هيوز» الجمعة، أن شركات التنقيب عززت طاقة الحفر للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع، لتمتد موجة تعافي نشاطات الحفر إلى 15 شهراً. إلى ذلك، وصل آخر مكون ضخم من مشروع يستهدف تحقيق طفرة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال في أستراليا تبلغ قيمته 180 بليون دولار أمس، ليعزز سباقاً بين شركة «شل» الإنكليزية الهولندية العملاقة و «إنبكس» اليابانية للبدء في تبريد الغاز من أجل التصدير في 2018. وهناك الكثير على المحك في هذا المشروع العملاق، منها سمعة الشركتين وإمكان الوصول للمرة الأولى إلى حقول مشتركة للغاز ونجاح أستراليا في تجاوز مكانة قطر لتصبح أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال. وسافرت «إكثيز فنتشرر»، وهي منشأة عائمة لإنتاج الغاز وتخزينه وتفريغه، 5600 كيلومتر من ساحة لبناء السفن في كوريا الجنوبية وسترسو على مسافة 220 كيلومتراً من سواحل غرب أستراليا لمعالجة المكثفات من حقل «إكثيز». وتدير «إنبكس» أكبر شركة لاستكشاف النفط والغاز في اليابان «إكثيز» وهو أكبر استثمار خارجي للبلد وأول مشروع عملاق للغاز الطبيعي المسال لها. وقال رئيس «ماثيوز» لاستشارات الطاقة توم أو. سوليفان، إن «هذا المشروع مصدر فخر ضخم لليابان وإضافة مهمة إلى (...) إمدادات الطاقة»، مضيفاً أن «كل الأنظار على إنبكس لترى إذا كانت تستطيع النجاح في هذا من دون المزيد من خروج الموازنة عن السيطرة وتأخر التنفيذ». وسيأتي أول إنتاج، المقرر بحلول آذار (مارس) 2018، متأخراً أكثر من سنة عن الموعد المستهدف. وزادت التكاليف أكثر من عشرة في المئة إلى 37 بليون دولار منذ الموافقة على المشروع في 2012. وعلى مقربة منه، يعاني مشروع «بريلود» التابع ل «رويال داتش شل» والبالغة قيمته 12.6 بليون دولار، وهو أكبر منشأة عائمة للغاز الطبيعي المسال في العالم، أيضاً من التأخر عن الموعد المستهدف. وخسرت «شل» الفرصة كي تصبح أول منتج للغاز الطبيعي المسال من منشأة عائمة، حين بدأت «بتروناس» الماليزية تشغيل منشأة عائمة أصغر للغاز الطبيعي المسال هذه السنة. ووصلت منشأة «شل»، التي تزيد مساحتها ستة أمثال عن أكبر حاملة طائرات، مع سطح يزيد طوله على أربعة ملاعب كرة القدم، في الشهر الماضي. وتتوقع الشركة أن تستغرق عملية ربط المنظومة والتشغيل التجريبي ما يصل إلى 12 شهراً، ما يعني أن بدء التشغيل سيكون بين نيسان (أبريل) وتموز (يوليو) 2018. وقال المحلل لدى «وود ماكنزي» سول كافونيك، إن «السباق يعني أكثر إلى بريلود المقارنة بأكثيز، نظراً لأن بريلود أصغر. وتضع إنبكس أيضاً رهاناً متساوياً في الاتجاهين فهي تملك 17.5 في المئة من بريلود وكذلك 62.2 في المئة من إكثيز». والتعثر والنزاعات أمر طبيعي في المشاريع العملاقة. وواجهت «شيفرون كورب» مشكلات عدة في مشروع «جورجون» التابع لها والبالغة قيمته 54 بليون دولار في غرب أستراليا حين بدأته في 2016. وقد يشهد «بريلود» و «أكثيز» أيضاً تأخرات خلال موسم الأعاصير المدارية من تشرين الثاني (نوفمبر) حتى نيسان (أبريل). وتتوقع «وود ماكنزي» أن يستغرق التشغيل التجريبي ل «بريلود» مدة أطول بسبب حجم المشروع الكبير والتكنولوجيا الجديدة فيه، لكنها ترى ميزة في الخبرة الطويلة ل «شل» في مشاريع الغاز الطبيعي المسال. وقال كافونيك إن «الخبرة تهم حقاً خلال عملية التشغيل التجريبي وهي إحدى أكثر العناصر تحدياً».