يخوض الهلال معتركاً صعباً في مشواره الآسيوي مساء اليوم، عندما يلاقي نظيره بونيودكور الأوزبكي في إياب دور ال16 من دوري الأبطال، بعد أن انتهت موقعة الذهاب في طشقند بفوز الهلال بهدف من دون رد، ما يمنحه أحقية التأهل بفرص عدة، فالفوز أو التعادل ينقل الفريق الهلالي إلى دور الثمانية، أما الخسارة بهدف من دون رد سيدخل الفريقين في منعطف الأشواط الإضافية، وفي حال الخسارة بأكثر من هدف سيودع الهلال البطولة. الفريق الهلالي قدّم انضباطاً تكتيكياً رائعاً في المباراة الماضية، على رغم غياب عدد من العناصر المهمة، وعاد بانتصار عريض عزز من فرص مواصلة المشوار، وسيسعى جهازه الفني جاهداً إلى عبور المحطة الأهم في المشوار القاري، خصوصاً وأن الفريق يتمتع بأفضليتي الأرض والجمهور، ولن تقبل الجماهير الهلالية بغير الفوز مقروناً بالأداء الفني لمسح جزء من أخفاقات المنافسات المحلية، والمدرب الوطني سامي الجابر أمام تحدٍ ليس بالسهل لمصالحة الجماهير الغاضبة، والتقدم خطوة نحو الأدوار النهائية من البطولة الغائبة لأعوام طويلة عن الخزائن الزرقاء، ويدرك الجابر أن الإخفاق في مباراة الليلة يعني الرحيل المر من هرم الجهاز الفني بعد صافرة نهاية المواجهة، فيما سيحتفظ ببعض فرص البقاء مدرباً للهلال في حال العبور إلى المرحلة الثانية. الخطوط الهلالية شهدت تحسناً كبيراً في الفترة الأخيرة، بعد انضمام المدافع الكوري الجنوبي كواك إلى الكتيبة الزرقاء ووقوفه إلى جانب البرازيلي ديغاو في متوسط الدفاع، ما أعاد جزءاً من هيبة الخطوط الخلفية التي عانت كثيراً في بداية منافسات الموسم الماضي، كما أن عودة الموقوف الظهير الأيمن ياسر الشهراني ستكون دعامة قوية للدفاع الهلالي، فهو لاعب جيد ويقوم بأدوار مزدوجة بين الدفاع والهجوم، ويقوم الظهير الأيسر عبدالله الزوري بالمهمات ذاتها، ومن المنتظر أن يكثف المدرب الهلالي مناطق المناورة بأكثر عدد من اللاعبين لتشكيل سد دفاعي من منتصف الميدان، بوجود سعود كريري والإكوادوري كاستيلو على محور الارتكاز مع تحرك ياسر القحطاني أمامهما، فيما ينطلق سالم الدوسري أهم أوراق الهلال الرابحة في الشق الأيمن ومحمد الشلهوب الحلقة الأضعف في الطرف الأيسر، فالشلهوب يكتفي بالمشاركات الهجومية الخجولة من دون أي دور دفاعي طوال ال90 دقيقة، في الوقت الذي تعلق الجماهير الزرقاء آمالاً عريضة على المهاجم ناصر الشمراني لقيادة الفريق إلى تحقيق فوز صريح يمضي به إلى الدور الأهم في المشوار الآسيوي، ويظل الغائب الأبرز الحارس الشاب عبدالله السديري لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية في مباراة الذهاب، وعشاق الفريق الأزرق يمنون النفس بوجود حسين شيعان لتعويض غياب السديري، خصوصاً وأن الحارس الثالث فايز السبيعي فشل في أثبات أحقيته بارتداء القميص الأساسي في أكثر من مناسبة. تغييرات المدرب سامي الجابر باتت مكشوفة ومكررة في كل مباراة بسحب محمد الشلهوب وياسر القحطاني في الحصة الثانية، والزج بعبدالعزيز الدوسري وعبداللطيف الغنام، إلا أن تماثل البرازيلي الرائع نيفيز للشفاء ووجوده في دكة الاحتياط سيغير المعادلة، وسيجعل الجابر يمتلك أقوى الأسلحة الرابحة في حال تعثر مخططاته الفنية في الحصة الأولى، كما أن جاهزية نواف العابد ستكون دعامة كبيرة للخطوط الزرقاء. وعلى الضفة الثانية، يبحث الفريق الأوزبكي عن تحقيق المعادلة الصعبة والثأر من خسارة الذهاب، ويدرك مدربه ألكساندر فولكوف أن المهمة لن تكون سهلة أمام فريق بقامة الهلال المتحصن بالأرض والجماهير، إلا أنه لا مجال أمامه سوى الاعتماد على الشق الهجومي منذ البداية، ودائماً ما يعتمد بونيودكور على الكرات العرضية للوصول إلى مرمى الخصوم، ومحاولة الاستفادة من الطول الفارع للأوكراني ألكسندر بيشور وكذلك الشاب حميدوف على الطرف الأيسر، إضافة إلى خبرة المدافع الدولي كريموف، الأندية الأوزبكية دائماً وأبداً لا تتردد في الاعتماد على الأداء الرجولي الذي يصل إلى حد الخشونة المتعمدة لتقليص الفوارق الفنية مع الخصوم.