يدخل الهلال السعودي منعطفاً مهماً في مشواره القاري نحو اللقب الغائب عن خزائنه طويلاً، عندما يحل ضيفاً على نظيره بونيودكور الأوزبكي عصر اليوم في ذهاب دور ال16، والحسابات الهلالية تختلف في هذه المرحلة عن النسخ السابقة بعد أن خرج الفريق من المنافسات المحلية خالي الوفاض على غير العادة. الفريق الأزرق قلب الطاولة على المنافسين في المجموعة الرابعة، وخطف بطاقة التأهل الأولى بعد أن أنهى الدور الأول في ذيل الترتيب برصيد نقطتين، إلا أنه قدم مستويات متصاعدة في الجولات الأخيرة صعدت به إلى النقطة التاسعة في مركز الصدارة، متقدماً على السد القطري والأهلي الإماراتي وسباهان الإيراني، ويمني الجمهور الأزرق النفس بأن يواصل الفريق انتفاضته الفنية ويمضي إلى أبعد المراحل، خصوصاً أن الخطوط باتت في أحسن أوضاعها هذا الموسم بعد اكتمال شفاء المدافع الكوري الجنوبي كواك، وعودة الحارس عبدالله السديري إلى العرين الأزرق. المدرب سامي الجابر أمام تحدٍّ أخير بعد أن فشل في منافسات الدوري المحلي وكأس ولي العهد، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وليس أمامه سوى تحقيق الفوز مقروناً بالأداء الفني لمصالحة الجماهير الغاضبة التي طالبت في أكثر من مناسبة بإحداث غربلة في الأجهزة الفنية، ما يجعل الجابر يرمي بكل ثقل فريقه للعودة بنتيجة إيجابية تعزز من الحظوظ في مباراة الإياب منتصف الأسبوع المقبل في الرياض، وعلى رغم الغيابات التي تعاني منها الصفوف الهلالية جراء إصابة النجم البرازيلي تياغو نيفيز ونواف العابد وعبداللطيف الغنام ومحمد القرني وسلمان الفرج، وإيقاف الشاب ياسر الشهراني، إلا أن الفريق قادر على التغلب على ظروفه وتحقيق أهدافه بعيداً عن أنظار جماهيره، كما فعل في مباراة الأهلي الإماراتي عندما افتقد خدمات ناصر الشمراني وياسر القحطاني ونيفيز دفعة واحدة. الخطوط الهلالية حبلى بالأوراق الرابحة القادرة على تنفيذ ما يريد المدرب من مخططات فنية على أرض الميدان، وإن كانت القوة الحقيقية تتمثل بتحركات المهاجم الخطر جداً ناصر الشمراني، فهو هداف بارع وقادر على اقتناص أنصاف الفرص، ومن المنتظر أن يعتمد عليه سامي الجابر وحيداً في خط المقدمة، وسط مساندة سالم الدوسري من اليمين وعبدالعزيز الدوسري في الشق الأيسر، مع وجود سعود كريري والإكوادوري كاستيلو ومحمد الشلهوب في محور الارتكاز، إذ يتفرغ كريري وكاستيلو للمساندة الدفاعية، للتصدي للعنفوان الهجومي المتوقع من أصحاب الدار، فيما يقف الشلهوب خلف الشمراني للضغط على دفاعات أصحاب الضيافة، في الوقت الذي يحمل النجمان الكبيران البرازيلي ديغاو والكوري الجنوبي كواك مسؤولية كبيرة جداً في متوسط الدفاع للذود عن الخطوط الخلفية، ولا شك في أن غياب ياسر الشهراني سيكون له الأثر البالغ في مخططات المدرب الهلالي، إذ سيضطر إلى إشراك سلطان البيشي الغائب طويلاً عن أجواء المباريات في الظهير الأيمن، مع وجود عبدالله الزوري على الطرف الآخر. دكة الاحتياط الزرقاء تفتقد العناصر المؤثرة التي من شأنها تغيير الشكل الفني للمباراة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، عدا ياسر القحطاني صاحب الخبرة العريضة، ما يجعل التعادل مكسباً كبيراً في حسابات المدرب سامي الجابر، خصوصاً أنه يلعب خارج الديار، ومتى ما نجح الهلاليون في تأجيل الحسم إلى موقعة الرياض، سيكونون قريبين جداً من خطف بطاقة التأهل إلى المرحلة المقبلة. وعلى الجهة الأخرى، يتحصن بونيودكور بالأرض والجمهور لتحقيق المعادلة الصعبة والثأر من خسارة عام 2010 عندما أقصاه الهلال من دور ال 16 بثلاثية نظيفة، والفريق الأوزبكي تأهل بشق الأنفس على حساب الجيش القطري بعد أن أدرك هدف الانتصار في الدقائق الأخيرة ليرافق فولاذ الإيراني نيابة عن فرق المجموعة الثانية، وعلى رغم تواضع تاريخ بونيودكور على مستوى القارة، إلا أنه فريق صعب المراس على أرضه وبين جماهيره، ودائماً ما تعتمد الفرق الأوزبكية على القوة الجسمانية التي تصل إلى حد الخشونة في غالب الأحيان لتقليص الفوارق الفنية مع الخصوم، لذا لن تكون مهمة الهلاليين سهلة لبلوغ أهدافهم.