قال فصيلان مسلحان من المعارضة ومصدر عسكري سوري إن القوات الحكومية وحلفاءها سيطروا على ما لا يقل عن 30 كيلومتراً من الحدود مع الأردن في هجوم امس. وقال «الإعلام الحربي» التابع لحزب الله اللبناني وهو حليف قوي للحكومة السورية إن الجيش النظامي السوري وحلفاءه سيطروا على كل نقاط التفتيش والمواقع الحدودية في السويداء وهي واحدة من أربع محافظات تقع على الحدود مع الأردن. وما زالت الجماعات المسلحة، التي يتلقى بعضها دعماً من دول عربية وغربية، تسيطر على معظم منطقة الحدود بين سورية وكل من الأردن وإسرائيل في جنوب غربي البلاد. والسويداء لا تشملها اتفاقات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولاياتالمتحدة وروسيا وتم تطبيقها في مناطق قريبة في جنوب غربي البلاد في تموز (يوليو). وقال سعيد سيف الناطق باسم «قوات أحمد العبدو» المدعومة من الغرب إن هجوم امس جرى من جهتين في ريف السويداء الشرقي. وأضاف «معظم ريف السويداء الشرقي بات الآن بيد النظام». وتقدمت القوات النظامية باتجاه الحدود واستعادت مواقع كانت قد تخلت عنها في السنوات الأولى من الصراع عندما استولى مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من جنوب غربي سورية. وقال سيف إن القوات النظامية السورية وصلت إلى الحدود مع الأردن واستعادت المواقع الحدودية التي تركها في بداية الصراع. وأضاف «سابقاً الجيش الحر كان موجوداً على الساتر السوري الآن رجعوا مثل الأول... الآن صار النظام في شكل مباشر على الساتر الأردني، رجع لمخافر الهجانة اللي فقدها من سنوات». وقال ناطق باسم فصيل معارضة مسلح ثان إن القوات النظامية السورية حققت مكاسبها الميدانية بعد انسحاب مفاجئ لجيش العشائر المدعوم من الأردن والذي كان يسيّر دوريات في تلك المنطقة من الحدود. وأكد المصدر العسكري السوري ان القوات النظامية على أكثر من 30 كيلومتراً من منطقة الحدود ووصف التقدم بأنه «نجاح كبير». وشهدت بادية السويداء اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وبين قوات أحمد العبدو وجيش أسود الشرقية من جهة أخرى على محاور في الريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية تمكنت من تحقيق تقدم مهم في المنطقة، والسيطرة على مواقع حدودية، لتنهي بذلك وجود الفصائل على الحدود السورية – الأردنية داخل الحدود الإدارية في محافظة السويداء. وأضاف ان الاشتباكات رافقها قصف متبادل بين طرفي القتال وضربات جوية استهدفت محاور القتال، وأن معلومات وردت عن خسائر بشرية. ومع هذا التقدم فإن الفصائل لم يتبقَّ لها من منافذ خارجية، في شرق وجنوب شرقي سورية، سوى شريط حدودي على حدود ريف دمشقالجنوبي الشرقي مع الأردن، بالإضافة لشريط حدودي مع العراق، ممتد على محافظتي ريف دمشق وحمص، والتي تضم معبراً حدودياً وهو معبر التنف الواصل بين سورية والعراق. من جهة أخرى، قصفت القوات النظامية السورية حي جوبر وبلدة عين ترما في الغوطة الشرقية بعشرات الصواريخ صباح أمس الخميس. ونقل موقع «عنب بلدي» الإخباري عن المكتب الإعلامي في عين ترما إعلانه عبر صفحته في «فايسبوك» ان القوات النظامية استهدفت البلدة ب 18 صاروخ أرض - أرض من نوع «فيل» منتصف الليل. وقال الدفاع المدني في ريف دمشق إن ثلاثة صواريخ سقطت على البلدة، صباح امس، ما أسفر عن أضرار مادية، إضافة إلى سقوط 21 صاروخاً منتصف ليل أمس. ويأتي ذلك في وقت توقع «فيلق الرحمن» العامل في المنطقة قيام القوات النظامية وميليشيات إيران بهجوم بري وشيك على محوري طيبة وجوبر. وفشلت محاولات القوات النظامية والميليشيات المساندة له في اقتحام حي جوبر بسبب التدشيم الكبير وخطط قتال الشوارع التي يتبعها فصيل «فيلق الرحمن» في المنطقة. وتأتي أهمية حي جوبر الدمشقي كونه بوابة الغوطة الشرقية إلى عمق العاصمة دمشق، إذ تبدأ حدود الحي من المتحلق، الذي يفصله عن زملكا وصولاً إلى ساحة العباسيين. ويعتبر حي جوبر من أكثر الأحياء التي مني فيها النظام السوري بخسائر كبيرة بشرية وعسكرية، إذ تكرر استهداف غرف العمليات فيه، وقتل عشرات الضباط وقادة العمليات العسكرية. الى ذلك، قصفت القوات النظامية في شكل مكثف مناطق في قرية إيب وأماكن قريبة منها في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي. ولم ترد انباء عن اصابات. وتنصّ هدنة الجنوب التي أكملت اول من امس شهرها الأول على وقف العمليات القتالية والعسكرية في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة. وساهمت هذه الهدنة في تراجع كبير بالخسائر البشرية في المحافظات الثلاث، وبخاصة من المدنيين الذين قتلتهم الطائرات الحربية والمروحية والقذائف وقصف القوات النظامية على محافظات الرقة والقنيطرة والسويداء.