تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» و «تنظيم داعش» في الرقة. وقالت مصادر متطابقة في المعارضة إنه لم يتبق سوى أمتارٍ قليلة لتطويق مدينة الرقة في شكل كامل، موضحة أن هناك أقل من كيلومترين، جنوبالمدينة، تفصل «سورية الديموقراطية» عن الوصول إلى نهر الفرات وبالتالي تطويق المدينة من جهاتها الأربعة. وكانت الجهة الجنوبية التي بقيت بعض أجزائها بيد «داعش» تعتبر أكثر الجبهات هدوءاً في المنطقة. ووصلت «سورية الديموقراطية» إلى منطقة شيخ الجمال جنوباً، والتي بقيت إلى جانب بلدة كسرة عفان كمنطقتين وحيدتين تحت سيطرة التنظيم. وفي حال سيطرت عليهما «سورية الديموقراطية»، تكون طوّقت مدينة الرقة كلياً. وأعلنت غرفة عمليات «غضب الفرات» استمرار الاشتباكات في الجبهات الشرقية والغربية والجنوبية من مدينة الرقة، مؤكدةً مقتل 34 عنصراً من «داعش» خلال المعارك الجارية في المدينة. وتجري الاشتباكات داخل أحياء المدينة في كل من: الإسكان العسكري وتل البيعة والصناعة، وصولاً إلى حدود شارع 23 شباط، شرق المدينة، إضافة إلى حيي البريد والبتاني، وأطراف صوامع مدينة الرقة. وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية» منذ بدء القتال قبل عشرة أيام على أربعة أحياء وقرية ومقر عسكري ومعمل وقلعة تاريخية وساحة في المدينة ومحيطها. وأعلنت القيادة العامة في «سورية الديموقراطية» مقتل 312 عنصراً من «داعش» خلال الاشتباكات وإلقاء القبض على سبعة بينما قتل 15 عنصراً منها. وتشمل الحصيلة الفترة بين السادس و15 من حزيران (يونيو) الجاري، إذ سيطرت «سورية الديموقراطية» وفصائل عربية وعشائر أخرى، على أحياء المشلب والسباحية والرومانية والصناعة. إضافة إلى ساحة الجزرة، قلعة تل هرقل التاريخية، الفرقة 17، معمل السكر، وقرية سحيل الواقعة على بعد سبعة كيلومترات، جنوب غربي مدينة الرقة. وتعمل «سورية الديموقراطية» ضمن غرفة عمليات «غضب الفرات»، بدعم مباشر من التحالف الدولي» بقيادة أميركا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بسقوط عدد من القتلى والجرحى إثر انفجار لغم أرضي قرب جسر الرقة الجديد كان قد زرعه «داعش» في وقت سابق. كما قتل شخص وسقط عدد من الجرحى جراء قصف طائرات «التحالف الدولي» لمناطق في مدينة الرقة. إلى ذلك، استأنفت القوات النظامية والميليشيات المساندة له عملياتها في بادية دمشق، بعد توقف استمر لأيام، إذ تحاول التقدم على منطقة بئر القصب في ريف دمشق الشرقي بغطاء جوي روسي. وذكر الإعلام الحربي التابع للنظام أن «الجيش السوري أحكم سيطرته على منطقة بير القصب جنوب شرقي مدينة دمشق، بعد اشتباكات مع المجموعات المسلحة أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم». إلا أن مدير المكتب الإعلامي ل «جيش أسود الشرقية»، سعد الحاج، نفى ذلك وأوضح أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية يحاولون التقدم اتجاه المنطقة من محور الهيجانة والدكوة، إلا أن فصائل المعارضة صدت جميع المحاولات. وأشار إلى مواجهات عسكرية مستمرة بينهما وسط تغطية جوية مكثفة من قبل الطيران الحربي الروسي المرافق للعمليات العسكرية. وكانت قوات النظام حققت في مطلع حزيران (يونيو) الجاري تقدماً على حساب فصائل المعارضة المتمثلة ب «جيش أسود الشرقية»، و «قوات أحمد العبدو»، وسيطرت حينها على تل دكوة الاستراتيجي. ويخوض الفصيلان معارك منذ 31 أيار (مايو) الماضي، ضد القوات النظامية في إطار معركة «الأرض لنا». وسيطرت قوات النظام على منطقة العليانية والكتيبة المهجورة، أيار الماضي، بعد تقدم سابق باتجاه معبر التنف الحدودي ومحاولتها محاصرة «الجيش الحر»، في منطقة بئر القصب، ما دعا الأخير إلى بدء هجوم عكسي. ونشرت الصفحات الموالية للنظام السوري، في الأيام القليلة الماضية، صوراً قالت إنها تعزيزات عسكرية إلى منطقة البادية السورية، وتمثلت ب «جيش التحرير الفلسطيني»، و «لواء القدس»، إلى جانب ميليشيات «الدفاع الوطني». وتدور المواجهات العسكرية في ريف السويداء الشرقي وريف دمشق الشرقي، وصولاً إلى طريق دمشق- بغداد الدولي، والذي تحاول الفصائل العسكرية بسط سيطرتها عليه. وفي حال السيطرة على منطقة بئر القصب، تأمن قوات النظام محطة تشرين الحرارية في شكل كامل، وتنقل معاركها إلى عمق البادية السورية. وتحظى المعركة باهتمام بالغ من قبل إيران، صاحبة المصلحة في النفوذ العسكري في البادية السورية، لفتح خط بغداد- دمشق. إلا أنها تصطدم بالتحالف الدولي الذي يهيمن على المنطقة في شكل كامل، ويعتبرها منطقة آمنة تحت رعايته. إلى ذلك، شنت قوات النظام والميليشيات المساندة له هجوماً على مواقع فصائل المعارضة في حي جوبر الدمشقي، من ثلاثة محاور عسكرية. وأفادت مواقع المعارضة ومن ضمنها «المرصد» و «عنب بلدي» باشتباكات عنيفة على أطراف حي جوبر في محاولة لاقتحامه من قبل قوات النظام، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف وقصف بالصواريخ الموجهة من قبل الطيران الروسي. وأشارت إلى أن الغارات الجوية تتركز على كل من حيي جوبر وزملكا، إلى جانب بلدة عين ترما. في حين قال فصيل «فيلق الرحمن» العامل في المنطقة إنه دمّر دبابة من نوع T72، وصد محاولة اقتحام عنيفة من ثلاثة محاور لحي جوبر شرق دمشق. ويتركز هجوم قوات النظام على ثلاثة محاور الأول من جهة عين ترما، والثاني من حي عربين شمال جوبر، إضافةً إلى المحور الرئيسي على الحي في شكل مباشر. وتأتي هذه العمليات بعد السيطرة الكاملة على حي القابون الدمشقي باتفاق أخلى مقاتليه في شكل كامل. كما تتزامن مع العمليات العسكرية شرق الغوطة الشرقية على جبهة حوش الضواهرة، والتي أعلن «جيش الإسلام» صد المحاولات في اليومين الماضيين. وذكرت صفحة «دمشق الآن» أن «الجيش يكسر دفاعات جبهة النصرة ويتقدم حتى الآن مسافة تقدر ب400 متر على محور عين ترما». وتمكنت القوات النظامية على مدى الأشهر الماضية، من تأمين حزام العاصمة، بخاصة من جهة الغرب والشمال، ولم يبقَ للمعارضة جيوبٌ سوى في الغوطة الشرقيةوجنوبدمشق.