هزت انفجارات عنيفة أمس الغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك وسط «هدنة قلقة» برعاية روسية- مصرية بدأت أول من أمس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الانفجارات ناجمة عن قيام طيران القوات النظامية بشن 4 غارات على مناطق في بلدة عين ترما الواقعة في الأطراف الغربية لغوطة دمشقالشرقية، وشن غارتين على مناطق في وسط وأطراف مدينة دوما. ولم يصدر تعليق من الحكومة السورية أو القوات النظامية حول القصف. تزامناً، قصفت عناصر «جيش الإسلام» بقذائف الهاون، تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في محور حوش الضواهرة والريحان بالغوطة الشرقية. وتعرضت مناطق عدة في الغوطة الشرقية، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، لغارات جوية وقصف من قوات النظام أمس على رغم دخول وقف الأعمال القتالية يومه الثاني. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام استهدفت أطراف بلدة عين ترما بست غارات على الأقل... كما نفذت غارتين على وسط وأطراف مدينة دوما». وطالت قذيفة أطلقتها القوات النظامية أطراف مدينة جسرين، غداة قذائف وصواريخ استهدفت مناطق عدة أبرزها عين ترما ومدينة حرستا بعد سريان الهدنة أول من أمس. ووفق «المرصد» فإن القصف استهدف مناطق لا يوجد فيها فصائل جهادية. كما سجل «المرصد السوري» سقوط قذيفة أطلقتها القوات النظامية على أطراف بلدة جسرين، رافقها قصف بأربعة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، أطلقتها القوات النظامية على مناطق في حي جوبر الواقع في شرق العاصمة دمشق. وسقطت 6 قذائف أطلقتها قوات النظام على مناطق في أطراف بلدة بيت نايم الواقعة في منطقة المرج بغوطة دمشقالشرقية، ما تسبب في أضرار مادية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان السبت «التوقيع على اتفاقات حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية»، بناء على محادثات أجريت في القاهرة وضمت «مسؤولين من وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة تحت رعاية الجانب المصري». ووقعت الأطراف وفق البيان اتفاقات تم بموجبها «تحديد حدود مناطق خفض التصعيد وكذلك مناطق الانتشار وحجم قوات مراقبة خفض التصعيد». كما وافقت على اعتماد «طرق لإيصال المساعدات الإنسانية الى السكان وتأمين حرية التحرك للمقيمين». لكن بعد ساعات من إعلان روسيا الاتفاق على آليات لتطبيق هذه الهدنة، أعلنت القوات النظامية السورية في بيان سريان وقف الأعمال القتالية في «عدد من مناطق الغوطة الشرقية» من دون أن تسمي المناطق غير المشمولة بالهدنة. وتخوض القوات النظامية منذ أسابيع معارك على أطراف عين ترما التي تسيطر عليها فصائل معارضة في محاولة للتقدم إلى المنطقة الفاصلة بين البلدة وحي جوبر في شرق دمشق، الذي تسيطر على أجزاء منه فصائل معارضة. وتحاصر قوات النظام وحلفاؤها منطقة الغوطة الشرقية منذ أكثر من أربع سنوات. وغالباً ما شكلت هدفاً لعملياتها العسكرية. ولم يعلن أي من الفصائل الكبرى التي تحظى بنفوذ في الغوطة الشرقية توقيع الاتفاق، وأبرزها «جيش الاسلام»، في وقت رحب «فيلق الرحمن»، أحد أبرز الفصائل، بالاتفاق. واعتبره «امتداداً لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية»، في إشارة إلى هدنة بدأ تطبيقها في التاسع من الشهر الحالي في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة. وتشكل الغوطة الشرقيةوجنوب سورية منطقتين من أربع مناطق نص عليها اتفاق «خفض التوتر» الذي وقعته كل من روسيا وإيران، حليفتي النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة في آستانة في أيار (مايو) الماضي. وأفاد «المرصد السوري» بأنه من المرتقب أن يجرى نشر شرطة عسكرية روسية على خطوط التماس بين الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية وبين قوات النظام، في خطوة لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل نهائي، في حين أكدت المصادر أن معظم الجنود الروس الذين يتم نشرهم هم من المسلمين الروس، الذين استقدمتهم القوات الروسية في أوقات سابقة. إلى ذلك، دعا «تيار الغد» السوري جميع أطراف النزاع للالتزام باتفاق الهدنة الذي تم توقيعه في القاهرة. وأفاد «تيار الغد» الذي يتخذ من القاهرة مقراً له، بأنه بالتنسيق مع الحكومة المصرية ووزارة الدفاع الروسية «وفي إطار المساعي من أجل حقن دماء السوريين وتحسين أوضاعهم الإنسانية»، عمل رئيس «تيار الغد» السوري أحمد الجربا على إنجاز وساطة من أجل تحقيق وقف إطلاق نار كامل في منطقة الغوطة الشرقية بين النظام والمعارضة في سورية. ونص الاتفاق في أهم بنوده على توقف كامل للقتال وإطلاق النار من جميع الأطراف، وعدم دخول أي قوات عسكرية تابعة للنظام السوري أو قوات حليفة له إلى مناطق الغوطة الشرقية وفتح معبر لدخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية وتنقل المواطنين بشكل طبيعي، على أن تقوم الشرطة العسكرية الروسية بالتمركز في نقاط مراقبة على مداخل الغوطة الشرقية الرئيسة من أجل مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار. وقال التيار على لسان ناطقه الرسمي باسمه منذر آقبيق، إنه يدعو كل الأطراف الى «الالتزام الكامل بهذا الاتفاق الذي من شأنه التخفيف من المآسي الإنسانية التي يعاني منها شعبنا منذ سنوات». تزامناً، استهدفت فصائل المعارضة من «قوات أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية»، بعدد من القذائف والصواريخ، تمركزات ومواقع لقوات النظام ومناطق سيطرتها في ريف دمشقالجنوبي الشرقي. كما دارت بعد منتصف ليل السبت – الأحد، اشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» من جهة و «فيلق الرحمن» من جهة أخرى، إثر خلاف بين الطرفين، على مقر في منطقة حزة بالغوطة الشرقية، ما أدى لسقوط 10 جرحى في صفوف الطرفين، ويعد هذا الاشتباك أول قتال بين الطرفين بالأسلحة، ويأتي مع أول يوم من تطبيق هدنة الغوطة الشرقية.