اغتنم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إحياء الذكرى ال32 للثورة أمس، لتوجيه رسائل للمعارضة في الداخل و «الأعداء» في الخارج. وحضّ نجاد على عدم السماح «لقلّة تريد سرقة إنجازات» الشعب الايراني، «خدمة لأهدافها»، مبشراًَ ب «نصر وشيك» في المنطقة حيث توقّع ان تدفع أحداث مصر وتونس الى إقامة «شرق أوسط جديد» لا مكان فيه للولايات المتحدة واسرائيل. في غضون ذلك، تعهد «مجلس صيانة الدستور» منع أي تزوير في الانتخابات الاشتراعية المقررة العام المقبل، مشدداً على ان المتورطين في «فتنة العام 2009» الذين اعترضوا على نتائج انتخابات الرئاسة لن يُسمح لهم بالترشح. وتجمّع مئات الآلاف في ساحة آزادي «الحرية» في طهران، وفي مدن أخرى، إحياءً للذكرى، فيما تحدث التلفزيون الايراني عن احتشاد «عشرات الملايين» في البلاد. وردد المتظاهرون شعارات مثل: «الموت لأميركا» و «الموت لاسرائيل»، وهتافات تأييد ل «انتفاضتي» مصر وتونس، و «الموت ل (الرئيس المصري حسني) مبارك» الذي أحرق متظاهرون دمية رمزت إليه. وبثّ التلفزيون الايراني لقطات متزامنة من مسيرة ساحة آزادي، وتظاهرات ميدان التحرير في القاهرة. ورُفعت في مدينة شيراز يافطات أُلصقت عليها صور الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي وزعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، إضافة الي صورة للشاه المخلوع. وفي اشارة الى قادة المعارضة، دعا نجاد الي عدم السماح «لقلّة تريد سرقة إنجازات الشعب، خدمة لأهدافها». وقال: «الشعب الايراني، وخصوصاً الجيل الجديد، لن يسمح لأفراد يعتقدون بأنهم أوصياء علي هذه الأمة، او لمتغلغلين في أوساطها، أو الذين تعبوا واستسلموا للواقع، باستغلال الانجازات التي حققها». ورأت مصادر في طهران في تصريح نجاد، إشارة أرادت النيل من رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، خصم الرئيس الايراني. وقال نجاد: «بعد 32 سنة على هذه الثورة، لم تنحرف عن مسارها الصحيح ولم تفقد بريقها مثل الثورات الأخرى، بل هي الآن أكثر حيوية وقوة ونشاطاً من يومها الأول». ورأى أن «الثورة الاسلامية كانت نقطة البداية، والعالم يشهد الآن صحوة إسلامية ضد الاستبداد»، مضيفاً في إشارة الى أحداث مصر وتونس: «على رغم كل الخطط (الغربية) المعقدة والشيطانية، قريباً سنرى شرق أوسط جديداً من دون الأميركيين والنظام الصهيوني، ولا مكان فيه لقوى الاستكبار. النصر وشيك، قوى الغطرسة اقتربت من نهايتها». وحضّ «الشعوب في الدول العربية والاسلامية» على «التيقظ»، مؤكداً ان «من حقهم ان يكونوا أحراراً وان يختاروا حكومتهم وقادتهم». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فحضّ على «تجاوز بعض الإشكاليات والأخطاء»، وعدم تحويل اختلاف وجهات النظر الي شجارات «لأنها لا تخدم النظام». واعتبر ان توصيات مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي تقف حائلاً دون الرد علي «الاتهامات الكاذبة» التي يسوقها بعضهم، «وعدم تدمير مجلس تشخيص مصلحة النظام (الذي يرأسه رفسنجاني)، لأنه إطار دستوري». ودعا الي عدم النيل من بعض الشخصيات بذرائع مختلفة، مؤكداً ان «وحدة الكلمة التي هي رمز انتصار الثورة». يأتي ذلك بعدما فرضت السلطات الايرانية إقامة جبرية على كروبي، ومنعت أفراد عائلته، باستثناء زوجته، من زيارته في منزله. وأفاد موقع الكتروني تابع لكروبي، بأن السلطات قطعت خط الهاتف في المنزل. وعشية ذكرى الثورة، حجبت السلطات مواقع الكترونية مؤيدة للاصلاحيين، واعتقلت حوالى 10 صحافيين وناشطين معارضين، بينهم مساعد لكروبي والرئيس السابق للحملة الانتخابية لموسوي الذي كان طلب وكروبي ترخيصاً رسمياً بتنظيم تظاهرة بعد غد الاثنين، «تضامناً» مع «انتفاضتي» مصر وتونس. في واشنطن، علّق ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي على اعتقال معارضين وتشويش طهران على بثّ القسم الفارسي من تلفزيون «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي)، معتبراً ذلك «رياءً». وقال: «على الحكومة الايرانية ان تسمح للشعب بحق التجمع والتظاهر والتواصل الذي يمارسه الآن المتظاهرون في القاهرة».