شهدت غوطة دمشقالشرقية استمرار القصف العنيف من جانب القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، منذ صباح أمس. وقال ناشطون وشهود إن القصف هو الأعنف من نوعه. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف من جانب قوات النظام استهدف مناطق في أطراف بلدة حوش الضواهرة، في منطقة المرج الواقعة في الغوطة الشرقية. كما قصفت قوات النظام بقذيفة منطقة في مدينة سقبا، ما تسبب في أضرار مادية. كذلك نفذت الطائرات الحربية 7 غارات استهدفت أماكن في المنطقة الواصلة بين بلدة عين ترما ومدينة زملكا، المحاذيتين للمتحلق الجنوبي الفاصل بين الغوطة الشرقية والعاصمة دمشق، حيث تسببت الغارات في مقتل شخص ووقوع 7 جرحى على الأقل. ونفذت الطائرات الحربية 4 غارات صباح أمس، مستهدفة مناطق في أطراف بلدة عين ترما الواقعة في الأطراف الغربية لغوطة دمشقالشرقية. في حين قصفت قوات النظام ب15 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، أماكن في منطقتي جوبر وعين ترما وما بينهما. وكان «المرصد السوري» وثق مقتل ما لا يقل عن 9 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضابط برتبة رائد، بالإضافة لإصابة 12 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة. فيما تمكنت الفصائل من أسر عنصر من قوات النظام خلال هذه الاشتباكات. وأفاد «المرصد» بوقوع خسائر بشرية في صفوف عناصر «فيلق الرحمن»، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية من جانب قوات النظام على محاور القتال. كما تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في مبانٍ كانت في منطقة تقاطع النيران وأخرى كان يسيطر عليها عناصر «فيلق الرحمن». تزامناً، نفى فصيل «فيلق الرحمن»، الاتفاق مع «جيش الإسلام» على محاربة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) في الغوطة الشرقية بريف دمشق. واتَّهم الفيلق في بيانٍ له «جيش الإسلام» باستغلال انسحاب «هيئة فتح الشام» من منطقة الأشعري، وشن هجوماً وصفه ب «الغادر» على مقرات ونقاط الفيلق في المنطقة. وأفاد البيان: «بعد هجوم الجيش على مقراتنا، راح إعلامه اللامسؤول يروّج كذباً وتدليساً أن جيش الإسلام اتفق مع فيلق الرحمن على مقاتلة هيئة تحرير الشام». وتابع: «استغل جيش الإسلام الهجمة الشرسة من قوات الأسد على عين ترما ليسرف في عدوانه، حتى وصل إلى حدود بلدة الإفتريس وتقدم داخلها، وشنَّ هجوماً واسعاً على بلدة بيت سوا». في موازاة ذلك، هاجمت «حركة أحرار الشام» «فيلق الرحمن» بسبب الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية، متهمةً إياه بالتأسيس لنظام البعث والأسد من جديد. وقالت الحركة في بيانٍ لها نشرته عبر قناتها الرسمية على «تليغرام»، إن «قيادة الفيلق وأمنييه لم ينصاعوا للحق، ولم يستجيبوا للنداءات التي طالبت بوقف الاعتداءات في الغوطة». وأضافت أن «الفيلق تجاوز بتصرفاته في الآونة الأخيرة، إذ نشر حواجز، وصفتها بالتشبيحية على مداخل الغوطة، من أجل الضغط على المدنيين، ولمداهمة منازل عناصر الحركة». وختمت الحركة بيانها مبديةً ترحيبها بأي مشروع يُطرح لتشكيل إدارة مدنية للغوطة الشرقية. إلى ذلك، ارتفع إلى 7 على الأقل عدد العناصر الذين قضوا جراء إصابتهم في انفجار بمستودع للأسلحة في درعا البلد بمدينة درعا. وأفاد «المرصد السوري» بأن انفجاراً هز مناطق سيطرة الفصائل بمدينة درعا. ونقل من مصادر عدة أن الانفجار وقع في درعا البلد بالمدينة، في مستودع للأسلحة والذخيرة، تابع لفصائل عاملة في المدينة. وتسبب الانفجار في وقوع أضرار مادية. ولم ترد معلومات عن أسباب الانفجار. جدير بالذكر أن مدينة درعا تشهد مع كامل المحافظات ومحافظتي القنيطرة والسويداء، هدوءاً نتيجة تطبيق الهدنة الروسية – الأميركية – الأردنية، في 9 تموز (يوليو) الماضي، حيث شهدت المدينة منذ بدء الهدنة هدوءاً من حيث الاشتباكات، تخللتها عمليات قصف من جانب قوات النظام واستهداف بالرشاشات الثقيلة، وسط قصف من الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة وريفها. ومع تواصل معارك الرقة، قال نازحون فروا من مدينة الرقة إن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ونقص الموارد زاد من معاناتهم. وفي مخيم للنازحين في قرية عين عيسى شمالي الرقة، قال نازحون إنهم يتسلمون الخبز والماء لكنهما لا يكفيان في مواجهة قيظ الصيف. وقال نازح يدعى أحمد عساف «نروح على مكان آمن يردوا يلحقونا على نفس المكان الآمن... نرد عن المكان الآمن يردوا يضربوا نفس المكان قذائف هاون». وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي عن نقص حاد في المستلزمات الطبية في الرقة التي يقدر عدد المدنيين فيها بما يصل إلى 50 ألفاً.