اتجه طرفا الصراع في جنوب السودان لمواجهة عسكرية حاسمة. وحشد الرئيس سلفاكير ميارديت أكثر من 20 ألف عسكري لاقتحام «فقاك» القاعدة الرئيسة للمعارضة بزعامة رياك مشار. وأفادت تقديرات الاستخبارات التابعة للمعارضة الجنوبية، بأن الحكومة في جوبا حشدت ما قد يصل إلى 25 ألف جندي يساندهم الطيران والدبابات للهجوم على قاعدة المعارضة الرئيسة في منطقة مايوت. في المقابل أعلنت المعارضة الجنوبية حشد حوالى 15 ألف مسلح لحماية القاعدة، لكن مصادرها أشارت إلى أن الموجودين داخل القاعدة لا يتعدى عددهم 3 آلاف جندي، والبقية من عناصر «الجيش الأبيض» الموالي للمعارضة وأهالي «فقاك» المساندين للمعارضة. وفقد زعيم المعارضة غالبية قواعده والمناطق التي كان يسيطر عليها بعد عملية واسعة النطاق لقوات سلفاكير. وتحدثت مصادر مشار عن وصول تعزيزات من بانتيو وبحر الغزال للقوات الحكومية على بعد كيلومترات من «فقاك». في الوقت ذاته، تصاعدت الخلافات في دولة الجنوب بين سلفاكير ونائبه تعبان دينق بسبب تقاسم السلطة وفقاً لاتفاق السلام الموقع بين الطرفين. وقال نائب حاكم ولاية لاتجور ليج أليج بانق في تصريح أمس، إن الخلافات حول تقاسم السلطة لا تزال قائمة، مما أدى إلى تأخير تشكيل الحكومة منذ الشهر الماضي. وأوضح بانق أن الحكومة تقدمت بمبادرة للمعارضة التابعة لجناح تعبان (منشق عن مشار) حول تقاسم السلطة قبل يومين، وأكد أنها لم تلق رداً. وقال القيادي في المعارضة المسلحة مناوا بيتر جاتكوث، إن التقرير الصادر من منظمة «هيومن رايتس ووتش» المطالب بفرض عقوبات على سلفاكير ورياك مشار و7 قادة آخرين على خلفيه مسؤوليتهم عن انتهاكات في جنوب السودان «موضوعي في الجانب المتعلق بالجرائم التي ارتكبتها الحكومة»، نافياً ارتكاب معسكره جرائم تستدعى المطالبة بفرض عقوبات على قادة حركته.