هدد وزير الدفاع السوداني الفريق عوض بن عوف، باستخدام القوة لجمع السلاح من المواطنين، وفرض هيبة الدولة، بينما أوقفت قوات الدعم السريع التابعة للرئاسة عشرات من قياديي ومسلحي قبيلتين عربيتين في دارفور ونزعت أسلحتهم ونقلتهم إلى سجن على ساحل البحر الأحمر. وقال وزير الدفاع عقب اجتماع مع أعضاء لجنة الأمن والدفاع ورؤساء اللجان في البرلمان، إن «الجيش حريص على فرض هيبة الدولة وجمع السلاح من المواطنين ولو أدى ذلك إلى استخدام القوة». ولفت إلى «أهمية الدور الذي يجب أن تضطلع به الزعامات والقيادات الشعبية والمجتمعية في التوعية إلى أخطار السلاح وإبعاد الناس من مزالق التمرد». وكان الرئيس السوداني عمر البشير أكد خلال جولة له في ولايات دارفور الخمس العام الماضي، عزم الدولة على نزع السلاح، من أيدي المواطنين على مرحلتين، الأولى طوعاً عبر جمع السلاح مقابل تعويض، والثانية بالقانون، وذلك في محاولة للحد من النزاعات القبلية الدامية. ووفق تقارير أمنية وأهلية، فان أكثر من 200 ألف قطعة سلاح تنتشر بأيدي القبائل في ولايات دارفور، وأن قبائل عدة باتت تمتلك أسلحة ثقيلة (مدافع ورشاشات)، إضافة إلى امتلاك سيارات الدفع الرباعي، التي تُستخدم في المواجهات القبلية ما يرفع عدد الضحايا. وأوقفت قوات الدعم السريع زعيم كل من قبيلة «الرزيقات» وقبيلة «المعاليا» و115 من قادة ومسلحي القبيلتين، قبل أن تطلق الزعيمين وتنقل الموقوفين إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، على خلفية الاشتباكات الأخيرة التي سقط ضحيتها عشرات القتلى من الطرفين. وقال قائد قوة الدعم السريع التي نفذت العملية العميد عبدالرحيم جمعة إن لديه أوامر من وزارة الدفاع بنزع السلاح من ميليشيات القبائل بالقوة، موضحاً أن قوته هاجمت مواقع الميليشيات وأوقفت قياداتهم ونزعت سلاحهم ونقلتهم بمروحيات عسكرية من دارفور إلى ساحل البحر الأحمر. وكشفت مصادر أمنية أن القوات العسكرية، المخولة بفض اشتباك القبيلتين، مُنحت صلاحيات واسعة لاعتقال أي شخص مشبوه، كما تملك سلطة استخدام القوة المفرطة متى دعت الضرورة. في غضون ذلك، تفاقمت الخلافات في الجيش الحكومي في جنوب السودان بسبب ترقية نائب الرئيس تعبان دينق جنوده ما أدى إلى خلافات عميقة بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الجديد، بينما أكد الناطق الرسمي باسم المعارضة المسلحة الجنرال وليم جاتكوث وقوع معارك عنيفة بين المتمردين والجيش في منطقة مايوت تو. وكشف مصدر رفيع في جوبا ل «الحياة» أمس، أن رئيس هيئة الأركان للجيش الحكومي في ولاية واراب، الجنرال أجونقو مادوت قال في اجتماع سري لقادة الجيش من الضباط والجنود الغاضبين من ترقية زملائهم التابعين لتعبان دينق، إن «الترقيات التي قام بها تعبان لقواته مزيفة ولا معنى لها لأننا لا نعترف بها». وأضاف: «عليكم أن تلزموا الصبر لأنكم سترون قريباً ما سيحل بتعبان في بلفام». وأوضح رئيس هيئة الأركان أن القوات الموجودة في قاعدة بلفام العسكرية في جوبا تعتقد أن تعبان دينق يسعى إلى تنفيذ المخطط ذاته الذى سعى إليه رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال فول مالونق بتشكيل قوات لاغتيال سلفاكير. ولم يستبعد تصفية تعبان من داخل جوبا، في حال فكر في اتباع أثر مالونق في مناصبة سلفاكير العداء. إلى ذلك، قال الناطق باسم المعارضة المسلحة جاتكوث ل «الحياة» أمس، إن المعارك ما زالت مستمرة، وإنهم تمكنوا من هزيمة قوات سلفاكير وتشتيتها في غابات مايوت. وأشار إلى استمرار القصف المدفعي في منطقة مايوت تو، ونفى جاتكوث صحة ما نُسب إليه في بعض وسائل الإعلام بأن قوات جوبا ضربت فقاك. من جهة أخرى، أعلن رئيس بعثة الأممالمتحدة لقوات حفظ السلام في جنوب السودان (يونيمس) ديفيد شيرر، أن نشر قوات الحماية الإقليمية في جنوب السودان سيكون في القريب العاجل. وقال إنه تم التوصل إلى اتفاق مع حكومة جنوب السودان على قاعدة للقوات في العاصمة جوبا.