أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت فرض حال الطوارئ لمدة 3 أشهر، في 5 ولايات في شمالي غربي البلاد التي شهدت أعمال عنف عرقية. وجاء فرض حالة الطوارئ في ولايات قوقريال وأجزاء من ولاية التونج، وواو وأويل الشرقية، بموجب قرار جمهوري بثه التلفزيون الرسمي. وشهدت تلك الولايات حوادث عنف متفرقة بين السكان المحليين من رعاة ومزارعين، بينما تُتهَم قيادات حكومية تتحدر من تلك الولايات بتغذية الصراعات المحلية من خلال تسليح مجموعات عشائرية ضد بعضها، بخاصة في ولاية قوقريال مسقط الرئيس. ويمنح الدستور الموقت رئيس البلاد صلاحيات إعلان حالة الطوارئ بالتشاور مع البرلمان، وهذه المرة الثانية التي تُعلن فيها حالة الطوارئ بعد فرض حظر التجول في العاصمة جوبا إثر اندلاع اشتباكات في كانون الأول (ديسمبر) 2013. الى ذلك، اندلعت اشتباكات أمس في مناطق حول فقاك بين قوات المعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار والجيش وقوات موالية له من الحركات الدارفورية والقوات الأوغندية، خلّفت 74 قتيلاً من القوات الحكومية، وإصابة العشرات قبل فرار المهاجمين إلى مناطق مجاورة. وأكد الناطق الرسمي باسم المعارضة الجنرال وليم جاتكوث ل «الحياة» وقوع الاشتباكات في منطقة ماويت القريبة من منطقة فقاك حيث تتحصن قوات مشار، مبيناً أن قواتهم استطاعت صد القوات المهاجمة من الجيش والميليشيات الموالية إلى منطقة توي ومحاصرتها هناك. وقال جاتكوث إن قوات سلفاكير هاجمت ماويت بهدف السيطرة عليها بعد أن نصّبت الجنرال يرول شول حاكماً على الولاية والادعاء بأن قوات تابعة لنائب الرئيس تعبان دينق سيطرت عليها، مؤكداً أن ذلك لم يحدث وأن المنطقة باتت خالية تماماً بسبب الحصار الذي تضربه قوات المعارضة عليها، مؤكداً أن آليات قوات جوبا ومركباتها غرقت في الأوحال والطين بسبب هطول أمطار غزيرة على المنطقة، الأمر الذي حال دون رجوعهم إلى قواعدهم ومكّن المعارضة من السيطرة عليها. ونفى جاتكوث كلام جوبا عن تطويق منطقة فقاك، وقال إن المعارك تبعد مسافة يومين عن فقاك فضلاً عن أن المنطقة محروسة بسياج قوي من قوات المعارضة التي تحكم سيطرتها على المناطق المحيطة بها، لافتاً إلى أن جوبا سعت من خلال الهجمات إلى إرغام المعارضة على الرضوخ للمشاركة في طاولة الحوار الوطني. وقال: «لا حوار مع جوبا والحل الوحيد إحياء اتفاقية السلام». من جهة أخرى، وقعت حكومتا السودان وجنوب السودان في الخرطوم أمس، مذكرة تفاهم لتمديد فترة توصيل المساعدات الإنسانية لمواطني الجنوب المتضررين من الحرب الدائرة في بلادهم لسنة اضافية.