تستكمل المحافظات اللبنانية استعداداتها لانتخابات استباقية تجرى الخميس المقبل للموظفين والمعلمين الذين سيشاركون في الإشراف على الانتخابات النيابية المقررة في السابع من حزيران (يونيو) الجاري، في وقت تواصلت فيه جولات المرشحين على ناخبيهم، وسجل عزوف المزيد من المرشحين المنفردين عن خوض المعركة الانتخابية. وصول 44 مراقباً اوروبياً ووصل الى لبنان أمس 44 مراقباً على المدى القصير تابعين للبعثة الاوروبية لمراقبة الانتخابات، على أن يتم نشرهم في مختلف المناطق اليوم، وهم من 26 دولة تابعة للاتحاد الاوروبي، إضافة الى النروج وسويسرا وكندا. وفي اللقاءات الانتخابية، اعتبر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، في حوار شبابي في الميناء «إن الخطاب السياسي السائد حالياً سيتبدل بعد الانتخابات لتحل مكانه لغة الوعي والحكمة، وأياً كان الفائز والخاسر في هذه الانتخابات فإن أحداً لا يستطيع أن يحكم لبنان بمفرده أو يأخذ لبنان الى حيث لا يريد أبناؤه، ولا ننسى أن في سدة الرئاسة حالياً رئيساً للجمهورية قادراً على إدارة البلاد بحكمة طالما أنه رمز البلاد والحكم بين كل السلطات، ولا يجوز إدخاله في الاصطفافات الانتخابية من خلال تشكيل كتلة محسوبة عليه أو وضعه في خانة هذا الفريق أو ذاك». وقال: «إن دور النواب المستقلين أن يكونوا نقطة الالتقاء بين كل الأفرقاء لمصلحة الوطن وبعيداً من الاصطفافات الحادة وهناك وعي لدى مختلف الأطراف بضرورة العودة الى روحية الدستور، وتشكيل فريق حكومي منسجم بعيداً من منطق الثلث المعطل، الذي ليس موجوداً في نص الدستور وروحيته التي تشدد على التعاون لا على التعطيل». وأكد ان «المطلوب حكومة تنهض بالمؤسسات والمرافق العامة وتعيد بناء الثقة بين الدولة والمواطن». وعن مطالبة البعض باستمرار مفاعيل اتفاق الدوحة بعد الانتخابات قال: «إن اتفاق الدوحة هو عبارة عن نص مكتوب ومناخ وفاقي عام، فالنص تم تطبيقه بدءاً من انتخاب رئيس الجمهورية مروراً بتشكيل الحكومة وصولاً الى الاتفاق على قانون الانتخاب، ومفاعيل هذا الاتفاق تنتهي مع انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي، أما روحية الاتفاق التوافقية فيجب ان تستمر ويجب العودة الى اتفاق الطائف والدستور اللبناني لأنه الوحيد الذي يعطي طمأنينة للبنانيين ويحفظ حقوق كل الطوائف». أرمن الاغتراب وزار اعضاء «لائحة القرار الحر» في دائرة بيروت الأولى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس ارام الأول كيشيشيان في مقر البطريركية في انطلياس وبحثوا معه في التطورات الانتخابية والوطنية. وقال الوزير ميشال فرعون: «اكدنا رمزية اللائحة مسيحياً وبيروتياً وتاريخ الصداقة مع الطائفة الأرمنية». وقال: «نرى ان لائحتنا متماسكة ولا داعي للتشطيب». وعن أعداد من الأرمن ستأتي الى لبنان للتصويت للائحة 8 آذار قال: «سمعنا هذا الكلام لكن على الآتين ان يسألوا لأي مشروع سيصوتون». وزار أعضاء اللائحة بطريرك طائفة الأرمن الكاثوليك نرسيس بيدروس التاسع عشر ونقل طورسركيسيان عن البطريرك قوله:«ان لائحة القرار الحر في دائرة بيروت الأولى تتمتع بقوة تمثيل وازنة، وتمثل أبناء بيروت الجديرين بتمثيلها والتي تمتلك خصوصية معينة». وحض المغتربين الآتين من الخارج «على احترام خصوصية المنطقة والتعددية والتنوع اللذين تتميز بهما». والتقى اعضاء لائحة 14 آذار في قضاء عاليه النواب: اكرم شهيب، هنري حلو وفؤاد السعد والمرشح فادي الهبر، اهالي بلدة عين الجديدة - قضاء عاليه، ورأى شهيب «ان الليرة اللبنانية اولى الضحايا اذا فازت قوى 8 آذار». وقال: «ان المسار الآخر وهو جواز سفرنا فكيف ستتعامل معنا الدول اذا اعتبرونا جزءاً من منظومة اخرى؟». وافتتحت «القوات اللبنانية» مكتباً لها في فرن الشباك برعاية رئيس الهيئة التنفيذية للقوات سمير جعجع الذي رأى في كلمة القيت نيابة عنه ان «التنافس الانتخابي لا يحيا بثقافة الموتوسكلات ولا بخرق الحرمات»، وأكد ان «رئاسة الجمهورية خط احمر، الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية خط احمر، وإما ان تصوتوا لمستقبل أولادكم على ما يقول البطريرك نصرالله صفير، وإما ان تقترعوا لولاية الفقيه». ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد في لقاء انتخابي في النبطية «ان حفظ لبنان القوي والمستقر هو واجب وطني وشرعي وقيمي ولا يجوز لأحد ان يفرط بأدائه او ان يتردد في خدمته». وقال: «ان لبنان يخوض الاستحقاق الانتخابي وسط ظروف ضاغطة وصعبة، ووسط تضليل يراد من خلاله ان ينزلق شعبنا في متاهاته. ويصورون ان فوز المعارضة بالأكثرية النيابية سيدفع لبنان الى رفع شعار «ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، والحقيقة ان المعارضة سترفع شعار: «كل الأصوات من اجل حفظ لبنان وإنمائه، وهذا يتطلب تضافراً وانفتاحاً بين كل التجمعات والفئات واستشعاراً للمخاطر التي تهدد لبنان من قبل العدو». وأشار الى التصريحات التي «تصدر عن حكومة العدو والتي تبدي انزعاجها من امكان فوز المعارضة في الانتخابات وذلك ليس لأن المعارضة ستشن حرباً بل لأنها ستحصن لبنان ضده وضد من يقف وراءه من القوى الدولية من اجل اخضاعه والتحكم به». وأكد «ان المعارضة التي ستفوز بالأكثرية ستوفر للبنان حصانة وضمانة وستنفتح على القوى التي تختلف معها لأنها حريصة على الا تلغي او تهمش احداً، لأن لبنان لا يحكم من فريق او جهة وهي اي المعارضة تريد انتشال لبنان من ازمة التفرد والاستئثار وتدفع به نحو البناء والإيجابية».