أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن تأثر بلاده وتألمها من الأزمة الخليجية والعقوبات التي اتخذتها (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ضدها، موضحاً أن الدوحة جاهزة للحوار والتوصل إلى تسوية لكل القضايا، وأن أي حل للأزمة يجب «أن تحترم فيه سيادة قطر، وألا توضع في صيغته إملاءات من أي طرف، ونحن جاهزون للحوار.. وأي حل للأزمة الحالية يجب أن يضمن عدم العودة لهذا الأسلوب». وذلك في خطاب مرتبك، بدا أنه خضع للمونتاج مرات عدة، لم يكشف خلاله عن أي بوادر حل للأزمة من جانب إمارته، إذ كان موجهاً في المقام الأول إلى الداخل القطري، وسط استعطاف الخارج، وتجاهل المطالب الخليجية التي ألمح إليها ب«الإملاءات». ودعا الشيخ تميم في أول خطاب له ليل أمس - وذلك بعد نحو شهر ونصف الشهر على الأزمة - إلى إنجاح وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في حل الأزمة، مؤكداً أن «هناك خلافات مع دول مجلس التعاون الخليجي على سياساتها الخارجية، والدوحة مع ذلك لا تفرض آراءها على أحد»، مضيفاً: «تأثرنا من الأزمة، والحياة اليوم تسير بشكل طبيعي وعفوي»، مشيداً بوقوف شعب بلاده «دفاعاً عن وطنه وسيادته (...) كل من يقيم في الأرض أصبح ناطقاً باسم قطر، والشعب يتمتع بالأخلاق ضد الحملة، وأذهلوا العالم بأخلاقهم». وأوضح أن الشعب القطري يعرف ما سماه «الحملة ضده، وأدعو الجميع للاستمرار بذلك (...) الشعب يفهم دلالات الوصاية عليه، وهذه الحملة خططت سلفاً للاعتداء على سيادة قطر، وتم زرع تصريحات لم تُقل»، مشدداً على أن «دولاً عربية تعرضت للابتزاز، ومع ذلك لم تقف معهم ضد بلاده». وشدد على أهمية احترام «سيادة الدولة المستقلة، وحرية التعبير، والحق في الوصول للمعلومة، واحتكار المعلومة التي كسرتها قطر»، ولفت إلى أن بلاده «تكافح الإرهاب من دون حلول وسط، ونفعل ذلك ليس لإرضاء أحد في الشرق أو الغرب، ونعتبره (الإرهاب) جريمة سياسية، ونختلف مع البعض في مصادر الإرهاب». وأضاف: «متألمون من الأزمة، وآمل بأن ينقضي هذا الأسلوب المسيء لدول مجلس التعاون، ووقف تحميل الشعوب مسؤولية الخلافات السياسية»، منتقداً الإجراءات ضد بلاده. وقال إن أي حل للأزمة «يجب أن يشمل عدم العودة لمثل هذه الإجراءات»، مضيفاً أنه رغم مرارة القرارات التي اتخذتها الدول الأربع، «إلا أنها وحدت الشعب القطري»، ممتدحاً خطط بلاده في مواجهة المتاعب الاقتصادية التي تعانيها جراء المقاطعة. ولفت إلى أن بلاده «بحاجة لكل من على أرضها، للإبداع والتفكير المستقل، ومحاربة الكسل والاتكالية، ورفع معنويات الشعب والروح في بناء الوطن»، وشدد على أن المرحلة التي تمر بها قطر «مرحلة بالغة الأهمية، ولا نخشى من تصحيح الأخطاء، ونسعى إلى الانفتاح الاقتصادي المطلوب، والاستثمار في التنمية».