أثبتت الوثائق التى كشفت عنها قناة "سى أن أن" الأمريكية بشأن عدم التزام قطر بتعهداتها تجاه إتفاقى الرياض ، إصرار حكومة الدوحة على دعم الإرهاب والجماعات المسلحة فى إفريقيا والشرق الأوسط . وقال خبراء ل " الوئام " إن هذه الوثاق كفيلة وحدها بمحاكمة دولية للنظام القطرى المتورط فى تمويل الإرهاب ، مشيرين إلى أن تراجع تميم عن الوفاء بالتزاماته مع أشقائه فى دول مجلس التعاون يؤكد إنه ليس الحاكم الفعلى وأنه يتلقى إملاءات من الحمدين ولا يخرج عن الإطار المحدد له سلفا . وخاصة فيما يتعلق بمساندة ودعم وجماعة الإخوان وإشعال فتيل المذهبية والطائفية فى الشرق الأوسط المريض والمضطرب سياسيا وعسكريا. وأكد مراقبون أن الوثائق تكشف أيضا أن دول المقاطعة معها كل الحق ، وأن الأزمة ليست وليدة اليوم ولها رواسب وتراكمات سابقة ، مبينين أن الوثائق توضح توقيع جميع أعضاء دول مجلس التعاون بما فيها عمان والكويت على إلتزامهم بما إتفقوا عليه تجاه مكافحة الإرهاب ، إلا أن قطر تهربت ولم تلتزم. مؤكدين أن تصرفات أمير قطر فى الفترة الأخيرة كانت ترجمة واقعيه لإرتباكه وشعوره بانه يقول ما لايفعل ويفعل ما لا يقول ولفت مراقبون إلى أن إرتمائه فى أحضان إيران والاستقواء بها كان برهانا قويا على إنه لن يفى بتعهداته والتزاماته . ويجمع الخبراء على ضرورة محاكمة تميم بعد ثبوت تورطه ونظامه فى دعم وتميل الإرهاب عالميا ، وأن تقوم الدوحة بمراجعة شاملة لما يشوب العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجى من توترات ؛ حتى تتمكن من مواجهة تحديات المرحلة وتتجاوز المنطقة العربية أزماتها البينية . وأن يلتزم صانع القرار فى الدوحة بالسياسة الموحدة للعمل الجماعى العربى والالتزام التام بقواعد ومواثيق دول مجلس التعاون الخليجى . مشيرين إلى أن تميم لم يلتزم أيضا بما تم الاتفاق عليه من عدم دعم الإخوان أو أي من المنظمات أو التنظيمات أو الأفراد الذين يهددون أمن واستقرار دول المجلس عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي. وكذاك عدم قيام أي من دول مجلس التعاون بتقديم الدعم لأي فئة كانت في اليمن ممن يشكلون خطرا على الدول المجاورة لليمن. وكشف الخبراء أن وثيقة آلية تنفيذ إتفاق الرياض التى وقعها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي حددت كل شيء ووضعت النقاط فوق الحروف حيث أقرالوزراء بانه في حال عدم الالتزام بهذه الآلية، فلبقية دول المجلس اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها. وقال أدهم حلبى خبير فى الشئون السياسية ، كشفت الوثائق مدى صبر وتحمل حكام الخليج على الممارسات العدائية لحاكم قطر تجاه الدول العربية والخليجيه وسيره الدائم فى عكس إتجاه مصالح وأهداف تلك الدول التى ينتمى إليها بحكم أواصر اللغة والدم والتاريخ والجغرافيا. لكنه أطاح بكل هذه الروابط وفضل دعم الجماعات الإرهابية والتدخل فى شئون جيرانه والسعى وراء زعزعة إستقرارهم ، بغية تحقيق مآربه الشخصية وتنفيذ أجندات خارجية قادة المنطقة برمتها إلى الخراب والدمار. وأضاف حلبى : الخطير فى الأمر أن تميم لم يلتزم باى بند من البنود المتفق عليها فى الوثائق المكتوبة بخط اليد، مشيرا إلى هذه البنود هى المطالب نفسها التى وضعتها دول المقاطعة لعودة قطر وقبول المصالحة مع تميم وفى مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر وعدم إيواء أو تجنيس أي من مواطني دول المجلس ممن لهم نشاط يتعارض مع أنظمة دولته إلا في حال موافقة دولته، وعدم دعم الفئات المارقة المعارضة لدولهم، وعدم دعم الإعلام المعادي. هذه الرؤية أكدها أيضا عبد الحكيم معتوق (محلل سياسى ليبى)، فى لقاء له بإحدى الفضائيات العربية ، مبينا أن الإجراءات التى إتخذتها دول مقاطعة وحصار قطر جاءت متأخرة بعض الشيء ، وكان يجب إحداث فعل عربى تجاه إنحياز قطر للإرهاب مبكرا ، وعدم تقدير الدوحة للظروف السياسية والإقتصادية السيئة التى تمر بها المنطقة العربية والمرحلة الصعبة تمر بها دول الخليج . ولفت معتوق إلى أن قطر لم تدخر جهداً في دعم الإسلام الراديكالى المتشدد بالمال السياسى الفاسد والإعلام الناعم الموجه ضد مصلحة الشعوب العربية ، مشيرا إلى إنها تقود مشروعا صهيونيا أمريكيا فى ليبيا تقوم فيه بدور رأس الحربة خلف شماعة التوسط لحل الأزمات العربية ، مؤكدا أن رد فعل الدول العربية جاء فى محله تماما بعد إستشعار جميع القادة العرب والخليجين بخطورة الممارسات العدائية القطرية على الامن القومى العربى والخليجى . ولم يذهب بعيدا محمد رشيد، مستشار الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، عندما أشار فى تغريدة له إلى خروج الامور فى الدوحة عن يد وسيطرة تميم ، وخاصة فى تراجعه عن الالتزام بما وقع عليه فى الرياض قبل سنوات وقال أنا مستغرب لاستغراب البعض من تراجع تميم عن اتفاقيتى الرياض، الأمر ببساطة يتعلق بتسلسل صناعة القرار، وتميم ليس حاكما بوجود تنظيم الحمدين. وأضاف "حمد لم ينقلع متعففا، بل أجبر بطريقة مهينة أثر ضبطه متلبسا بفعل إرهابى بدولة مالى، تكتمت باريس وواشنطن شريطة انصرافه عن الحكم، فكان تميم". وتابع فى تغريده أخرى لن ننسى، والأهم أن لا ينسى تنظيم الحمدين وتميم وجوعان وشبعان وعريان وعريانة أن فى رقابهم دماء نصف مليون ضحية، أقطعوا أذناب أفعى تنظيم الحمدين بدياركم وسيموت الرأس القطرى كمدا وغلا، المسألة تتعلق بالإرادة والصبر والتضحية لحماية أوطاننا من سمومهم.