على الرغم من مرور نحو شهرين على قرار المقاطعة الذي اتخذته الدول الداعية لمكافحة الإرهاب» السعودية ومصر والإمارات والبحرين، خرج أمير قطر تميم بن حمد أمس، في خطاب لأول مرة، أعاد فيه ما ذكره مسؤولون قطريون منذ بداية الأزمة حول مطالبة الدول الأربع بتوقف قطر عن دعم وتمويل الإرهاب، وكذلك الكف عن نشر الكراهية عبر زراعها الإعلامي قناة الجزيرة. وفيما جاءت لغة الخطاب غير منحازة للسلم أو لتلبية المطالب العربية، زعم تميم بن حمد أن الدوحة جاهزة للحوار والتوصل لتسوية لكل القضايا، مدعيا أن قطر تحارب الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط. وفيما أقر تميم بن حمد بحجم تأثير المقاطعة على بلاده، قائلا «لا أقلل من حجم الألم والمعاناة التي سببها المقاطعة، عاد مرة أخرى ليتناقض مع نفسه بالقول إن مؤسسات الدولة تعاملت مع الأزمة بنجاح ووفرت كل السلع المطلوبة . كما حاول تصوير الأزمة الأخيرة بين نظامه الداعم للإرهاب مع دول الرباعي العربي على كونه «أزمة مع الشعب القطري»، داعيا القطريين إلى الصمود أمام ما وصفه «الحصار» الذي فرضته دول الرباعي العربي. وعد تميم «تنويع مصادر الدخل بأنه بات أمرا ملزما ومسؤولية للحكومة ورجال الأعمال». وقال «سنعمل على تنمية كافة مصادر قوتنا الناعمة دوليا». واعترف أمير قطر «بوجود خلافات مع دول مجلس التعاون بشأن السياسات الخارجية، عادا أن «أي حل للأزمة الحالية يجب أن يضمن عدم العودة لهذا الأسلوب»، على حد وصفه. وكان وزير خارجية قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قد صرح في أوقات سابقة بأن لائحة مطالب الدول المقاطعة غير واقعية وغير قابلة للتطبيق، لافتا إلى أنه لا تزال هناك «فرصة للتحسن» فيما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب. كما زعم وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، أن ما تناولته الدول الأربع حول ضرورة توقف قطر عن تمويل الإرهاب لم تزود بها الدوحة في وقت مبكر عن طريق القنوات الصحيحة، غافلا اتفاق الرياض عام 2014 وما تضمنه من بنود لا تختلف عن المطالب العربية الأخيرة.