وصل مساء أمس الى جدة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في إطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة لبحث أزمة قطر مع المسؤولين فيها. وكان في استقباله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وكان زار الدوحة أمس في بداية جولته التي تشمل قطر والسعودية والإمارات. وقالت مصادر فرنسية إن باريس تسعى إلى المساهمة في جهود الوساطة التي تقودها الكويت لحل الأزمة بين قطر وأربع دول عربية. وقال لودريان للصحافيين عقب محادثات أجراها مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن «فرنسا يجب أن تقوم بدور مسهّل للوساطة» التي تقودها الكويت. وأشار إلى أن «فرنسا قلقة للغاية من التدهور المفاجئ في العلاقات بين قطر والعديد من جيرانها». وأضاف أن بلاده «تتواصل مع جميع هذه الدول للمساعدة في البحث عن حل»، داعياً إلى «الحوار والتهدئة» بين الدول العربية المنخرطة في النزاع. وقال وزير الخارجية القطري إن بلاده ترحب بجهود الوساطة وهي مستعدة لأي مفاوضات، شرط أن تقوم على «احترام السيادة»، وفق قوله. وتأتي جولة لودريان في أعقاب محاولة أخرى للوساطة قام بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، قال مراقبون إنها لم تحقق الكثير لتخفيف حدة الخلاف. وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن الوزير الفرنسي تصريحات دعا فيها الى «رفع الإجراءات التي تؤثر في السكان، في أسرع وقت ممكن، بخاصة الأسر التي تضم زوجين من جنسيتين مختلفتين وتفرق شملها أو الطلاب»، علقت مصادر خليجية أن الإجراءات التي كانت الدول الأربع اتخذتها استثنت في الأساس كل الحالات التي يمكن أن تؤدي الى تفكيك العائلات أو تفرق شملها. وكانت وكالات الأنباء الرسمية في كل من السعودية والبحرين والإمارات أشارت عن اتخاذ قرارها بمقاطعة قطر، إلى أنها خصصت خطوطاً هاتفية ساخنة لمساعدة الأسر التي تضم أفراداً قطريين. ويشير هذا التحرك المسبق الى سعي دول الخليج الى الحد من تأثير قطع العلاقات مع قطر على الجوانب العائلية والإنسانية. وسبقت زيارة لودريان خطوات مماثلة اتخذتها قوى عالمية أخرى كانت آخرها الولاياتالمتحدة التي زار وزير خارجيتها ريكس تيلرسون المنطقة الأسبوع الماضي سعياً إلى حل الخلاف. وزار مسؤولون من بريطانيا وألمانيا المنطقة بهدف تهدئة الخلاف الذي تلعب الكويت أيضاً دور الوساطة فيه.