أكد وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، في اجتماعهم المنعقد أمس بمدينة جدة مع نظيرهم الأمريكي على ضرورة التنسيق المشترك إزاء قضايا المنطقة وفي مقدمتها الحرب ضد الإرهاب، في وقت يتوقع فيه، اليوم الخميس، وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى الدوحة للقاء الأمير تميم بن حمد. واجتمع وزير الخارجية عادل الجبير والبحريني الشيخ خالد آل خليفة، والمصري سامح شكري، ووزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش، مع نظيرهم الأمريكي، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد المبارك الصباح؛ لمناقشة ملف مكافحة الإرهاب والأزمة مع قطر بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب. وتم خلال الاجتماع التشاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق حيال آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بقطع العلاقات مع دولة قطر، والسبل الكفيلة بالقضاء على الإرهاب وكل مَن يدعمه ويموله، وهو ما يفترض أن تحمله حقيبة تيلرسون تجاه العاصمة القطرية. تشاور وتبادل وتنسيق وأعرب وزراء الخارجية عن تقديرهم للمساعي المخلصة والجهود الدؤوبة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من أجل أمن واستقرار المنطقة. وشدد الوزراء على ضرورة استمرار التنسيق المشترك إزاء قضايا المنطقة وفي صدارتها الحرب ضد الإرهاب التي باتت ضرورة تستوجب بذل كل الجهود الممكنة للقضاء على هذه الظاهرة، التي تتفاقم مخاطرها وتتنوّع أشكالها وصورها ما يفرض مواصلة العمل من أجل القضاء على مسبباتها وتجفيف منابع تمويلها. ووفقًا لما أوردته «العربية»، من المقرر وصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى الدوحة اليوم للقاء أمير قطر. وعلى الرغم من أن الاجتماعات لم يخرج عنها أي بيان، إلا أن موقف الدول الأربع ظل واضحًا من خلال تمسّكها بمطالب حل الأزمة، واستباقها زيارة تيلرسون باعتبار مذكرة التفاهم الأمريكية مع قطر لمكافحة تمويل الإرهاب غير كافية. فالدول الأربع أصدرت بُعيد المؤتمر الصحفي الأمريكي - القطري بيانًا، قالت فيه إنها تقدّر الجهود الأمريكية، لكن تاريخ قطر في نكث تعهداتها، كاتفاق الرياض، يجعل اتفاق واشنطنوالدوحة خطوة غير كافية، مؤكدة أن عقوباتها على الدوحة ستظل قائمة إلى أن تلبي مطالبها. خطوة غير كافية وكان تيلرسون قد وصل إلى جدة في وقت مبكر من صباح أمس، في ختام جولة شملت الكويتوقطر، وذلك بُعيد إصدار المملكة، والإمارات والبحرين ومصر بيانًا مشتركًا، أمس الأول، أكدت فيه أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين واشنطنوالدوحة؛ «خطوة غير كافية، مشيرة إلى أنها ستراقب مدى جدية الدوحة في إنفاذ تلك الاتفاقية بوقف دعم الإرهاب وتمويله»، وأوضحت في بيانها أن الاتفاق جاء نتيجة مطالب الدول الأربع المستمرة. واشاد بيان الدول الأربع بجهود الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب وتمويله، والشراكة المتينة الكاملة في صيغتها النهائية المتجسّدة في القمة الإسلامية الأمريكية التي شكّلت موقفاً دولياً صارماً لمواجهة التطرف والإرهاب أياً كان مصدره ومنشؤه. وقال: «إن توقيع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب بين الولاياتالمتحدة والسلطات القطرية هي نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب، مع التشديد أن هذه الخطوة غير كافية وستراقب الدول الأربع عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه». مطالبات متكررة وفي الدوحة، قال تيلرسون: «ان المذكرة تفضي لمخرجات قمة الرياض، وهي جاءت نتيجة أسابيع من المباحثات المكثفة بين الخبراء»، وتابع: «ان الاتفاق يشمل خطوات لتأكيد التزام البلدين بتعهداتهما»، إلا ان الدول الاربع وصفت الاتفاق بأنه «خطوة غير كافية». وقالت في بيان مشترك ان الاتفاق جاء «نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب». ورغم موقف الدول الاربع من الاتفاق، تأمل واشنطن ان تشكل هذه الخطوة مدخلا لحل الازمة التي تحمل تبعات اقتصادية ضخمة. وقال تيلرسون في الدوحة: «ان المذكرة تستند الى مخرجات القمة الاسلامية الامريكية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، ودعا فيها الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب». ولم تمنع هذه الإجراءات من تصعيد قطري في الجانب الآخر، بإعلانها الثلاثاء، وصول دفعة خامسة من القوات التركية لتنضم إلى القوات الاخرى في معسكر كتيبة طارق بن زياد في الدوحة، علما بأن احد الشروط الخليجية لإعادة العلاقات معها يقضي بانهاء الوجود العسكري التركي فيها. فرنسا والأزمة وبعد جولة تيلرسون التي تلت جولتين مماثلتين لوزيري خارجية ألمانيا وبريطانيا، يزور وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان المنطقة بداية بالكويت، ثم قطر ومنها إلى الامارات ويختتمها بالمملكة، السبت والاحد للدعوة الى «تهدئة سريعة» للازمة، بحسب ما افاد بيان وزارة الخارجية الفرنسية. وذكر البيان «في ظل القلق من التوترات الحالية التي تؤثر على هذه الدول التي تربطنا بها علاقات وثيقة وودية، ندعو إلى تهدئة سريعة تصب في صالح الجميع». والتزمت فرنسا، التي تربطها علاقات قوية بالدول الداعية لمكافحة الإرهاب، كما أنها حليف وثيق للمملكة، الصمت نسبيًّا خلال الأزمة؛ واكتفت بشكل كبير بالدعوة للتهدئة. وستكون فرنسا آخر حليف غربي كبير، بعد ألمانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة، يزور مسؤول منها الخليج في مسعى لتهدئة حدة التوتر. ومن المقرر أن يصر لو دريان على أهمية تعزيز الحرب ضد الإرهاب وضد تمويله بالنسبة لفرنسا كما سيدعو دول الخليج إلى التحرك معا للتصدي لذلك، وقال البيان: «إن لو دريان يريد أن يسمع وجهات نظر كل الدول المعنية وسيدعم جهود الوساطة الكويتية».