التقى وزير الخارجية عادل الجبير ونظراؤه في الإمارات والبحرين ومصر، الأربعاء، مع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ووزير الدولة الكويتي، في مدينة جدة، فيما أعلنت الخارجية الفرنسية في بيان، سعيها لتخفيف التوتر في منطقة الخليج، وزيارة الوزير جان إيف لو دريان للمملكة والكويتوالإماراتوقطر. وكان تيلرسون قد وصل إلى جدة في وقت مبكر من صباح امس، وذلك بعيد اصدار المملكة، والإمارات والبحرين ومصر بياناً مشتركاً، أمس الأول، أكدت فيه أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين واشنطنوالدوحة؛ «خطوة غير كافية، مشيرة إلى أنها ستراقب مدى جدية الدوحة في انفاذ تلك الإتفاقية بوقف دعم الإرهاب وتمويله»، وأوضحت في بيانها أن الاتفاق جاء نتيجة مطالب الدول الأربع المستمرة. وشددت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب على أن «نشاطات الدوحة بدعم الإرهاب يجب أن تتوقف نهائيا»، مؤكدةً أنه «لا يمكن الوثوق بأي التزام يصدر عن الدوحة دون ضوابط صارمة»، حيث إن «قطر دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات». وأضافت أن «الإجراءات الحالية ضد قطر ستستمر حتى تنفيذها لكافة المطالب»، وأشار البيان إلى أن هذه الإجراءات جاءت بسبب دعم الدوحة للإرهاب وتمويله، وشدد بيان الدول الأربع على أن «المطالب من قطر عادلة ومشروعة». وثمّنت الدول الأربع جهود واشنطن في مكافحة الإرهاب وتمويله، مؤكدةً أن «القمة الإسلامية - الأمريكية شكلت موقفا صارما لمواجهة الإرهاب». مكافحة الإرهاب واشاد بيان الدول الأربع بجهود الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب وتمويله، والشراكة المتينة الكاملة في صيغتها النهائية المتجسدة في القمة الإسلامية الأمريكية التي شكلت موقفاً دولياً صارماً لمواجهة التطرف والإرهاب أياً كان مصدره ومنشؤه. وقال: «إن توقيع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب بين الولاياتالمتحدة والسلطات القطرية هي نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب، مع التشديد أن هذه الخطوة غير كافية وستراقب الدول الأربع عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه». والتقى تيلرسون في جدة بنظرائه من الدول الداعية لمكافحة الارهاب، في محطة رئيسية ضمن مهمته الدبلوماسية، سبقها اتفاق امريكي قطري لمكافحة تمويل الارهاب، تأمل واشنطن ان يشكل مدخلا لحل الازمة. وكان الوزير الامريكي بدأ جولته الاقليمية الاثنين، في الكويت التي تتوسط لحل أكبر خلاف دبلوماسي تشهده منطقة الخليج منذ سنوات، قبل ان يزور قطر الثلاثاء. مطالبات متكررة وفي الدوحة، قال تيلرسون: «ان المذكرة تفضي لمخرجات قمة الرياض، وهي جاءت نتيجة اسابيع من المباحثات المكثفة بين الخبراء»، وتابع: «ان الاتفاق يشمل خطوات لتأكيد التزام البلدين بتعهداتهما»، إلا ان الدول الاربع وصفت الاتفاق بأنه «خطوة غير كافية». وقالت في بيان مشترك ان الاتفاق جاء «نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب». ورغم موقف الدول الاربع من الاتفاق، تأمل واشنطن ان تشكل هذه الخطوة مدخلا لحل الازمة التي تحمل تبعات اقتصادية ضخمة. وقال تيلرسون في الدوحة: «ان المذكرة تستند الى مخرجات القمة الاسلامية الامريكية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، ودعا فيها الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى تعزيز الجهود لمكافحة الارهاب». ولم تمنع هذه الاجراءات من تصعيد قطري في الجانب الآخر، بإعلانها الثلاثاء، وصول دفعة خامسة من القوات التركية لتنضم الى القوات الاخرى في معسكر كتيبة طارق بن زياد في الدوحة، علما بأن احد الشروط الخليجية لاعادة العلاقات معها يقضي بانهاء الوجود العسكري التركي فيها. فرنسا والأزمة وبعد جولة تيلرسون التي تلت جولتين مماثلتين لوزيري خارجية المانيا وبريطانيا، يزور وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان المنطقة بداية بالكويت، ثم قطر ومنها إلى الامارات ويختتمها بالمملكة، السبت والاح،د للدعوة الى «تهدئة سريعة» للازمة، بحسب ما افاد بيان وزارة الخارجية الفرنسية. وذكر البيان «في ظل القلق من التوترات الحالية التي تؤثر على هذه الدول التي تربطنا بها علاقات وثيقة وودية، ندعو إلى تهدئة سريعة تصب في صالح الجميع». والتزمت فرنسا، التي تربطها علاقات قوية بالدول الداعية لمكافحة الإرهاب، كما أنها حليف وثيق للمملكة، الصمت نسبيا خلال الأزمة؛ واكتفت بشكل كبير بالدعوة للتهدئة. وستكون فرنسا آخر حليف غربي كبير، بعد ألمانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة، يزور مسؤول منها الخليج في مسعى لتهدئة حدة التوتر. ومن المقرر أن يصر لو دريان على أهمية تعزيز الحرب ضد الإرهاب وضد تمويله بالنسبة لفرنسا كما سيدعو دول الخليج إلى التحرك معا للتصدي لذلك. وقال البيان: «إن لو دريان سيسلط الضوء أيضا على التأثير السلبي للأزمة على الجبهات الدبلوماسية والسياسية والأمنية»، وأضاف: «أن الوزير يريد أن يسمع وجهات نظر كل الدول المعنية وسيدعم جهود الوساطة الكويتية».