«الحياة»، رويترز - جدد مجلس الوزراء السعودي التأكيد أن الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية، وأن الإجراءات التي اتخذتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين موجهة إلى الحكومة القطرية، لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي، وزعزعة استقرار دول المنطقة، والتدخل في شؤونها. في الوقت ذاته بدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون جولة مكوكية في المنطقة تشمل الكويتوقطر والسعودية، كما أعلن في باريس عن جولة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بين 16 و17 تموز (يوليو) الجاري تقوده إلى الدوحةوجدةوالكويت، كما أن مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سادويل يواصل مهمة كان بدأها وزير الخارجية بوريس جونسون الأسبوع الماضي، لإيجاد صيغة حل للأزمة (للمزيد). وأعرب مجلس الوزراء السعودي عن شكره لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع الحكومة القطرية، في إطار الحرص على وحدة الصف الخليجي والعربي، مشدداً على ما شمله بيان الدول الأربع في هذا الشأن من مضامين. وأكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد، أن «اللعبة التي تلعبها قطر منذ سنوات، لعبة التخريب والتواطؤ مع التنظيمات الإرهابية، انكشفت للعالم». وقال لصحيفة «ريببليكا» الإيطالية، إن «قطر قامت بدعم الإرهاب وخلق مناخ سلبي زاد من أخطار أمن المنطقة، وباتت تشكل خطراً على أمن دول الخليج والجوار واستقرارها، بسبب الدعم المتواصل للإرهاب وتمويل المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم العربي ومنطقة الخليج، مثل القاعدة وداعش وجبهة النصرة والإخوان المسلمين وحزب الله، كما استضافت طالبان على أراضيها». وأضاف: «قطر رفضت مطالب السعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة، ولم تُظهر أي نية في التخلي عن دعمها الإرهاب. رفضت كل الوسائل الديبلوماسية لحل هذه الأزمة، وهذه قضية بالغة الأهمية في ما يتعلق بأمن السعودية. باتت قطر تشكل تهديداً للأمن القومي، وعليها أن تغير توجهاتها، لأنها لم تعد قادرة بسياساتها الراهنة على أن تكون ضمن المجموعة الداعمة الأمن والاستقرار ونشر السلم والتعايش العالمي». ونوه وزير الثقافة والإعلام بأن السعودية التزمت سياسة صارمة وشفافة للغاية في حربها ضد الإرهاب منذ العمل الإرهابي الذي ضرب المملكة عام 1996 بعد تفجير أبراج الخبر الذي أودى بحياة 36 شخصاً، بينهم 19 أميركياً، موضحاً: «نرفض الادعاء بأننا نؤيد العنف الديني والتطرف، ونطالب من يدّعي ذلك بتقديم أدلة ملموسة على دعواه، فأي شخص يستطيع أن يقدم لنا أدلة على تورط هؤلاء المجرمين سيساعدنا في تطبيق القانون على الإرهابيين. على النقيض من ذلك، تقوم قطر بتمويل الجماعات الإرهابية، وهي تفعل ذلك في شكل مباشر من خلال الحكومة القطرية، وليس فقط من خلال بعض مؤسساتها». وكانت المساعي الدولية لحل الخلافات مع قطر تواصلت أمس، إذ أجرى تيلرسون محادثات في الكويت في إطار جولة خليجية تقوده إلى السعودية وقطر، وأكدت الخارجية الأميركية أن «تيلرسون، الذي كوّن علاقات وثيقة في الخليج أثناء توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبايل، سيجري محادثات مع الزعماء في الكويتوقطر والسعودية». وقال آرسي هاموند، وهو مستشار كبير لتيلرسون، إن الوزير «سيستعرض سبل كسر جمود الموقف بعد رفض قطر 13 مطلباً وضعتها الدول الأربع شروطاً لرفع العقوبات»، مضيفاً: «زيارة السعودية وقطر تتعلق بفن الممكن». ويسعى تيلرسون إلى إجراء محادثات مع القيادات الخليجية، سعياً منه إلى تخفيف حدة التوتر بين الدول المعنية بالأزمة. وتلقى سلطان عمان قابوس بن سعيد أمس، رسالة خطية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تتصل بالعلاقات بين البلدين ومسائل محل اهتمام مشترك، بما فيها الأزمة الحالية. وذكرت وكالة «الأنباء العمانية» أن نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، الممثل الخاص للسلطان، أسعد بن طارق تسلم الرسالة التي نقلها وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، الذي زار مسقط لساعات. وفي أنقرة، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تأييده «جهود الوساطة التي تبذلها الكويت من أجل حل الأزمة الخليجية». وقال لصحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية على موقعها الإلكتروني، لدى عودته من مدينة هامبورغ الألمانية، إن الكويت «تلعب دور الوسيط في هذه المسألة»، مشيراً إلى أنه سيقوم بجولة خليجية للمساهمة في إعادة الحوار بين الطرفين، وأضاف: «نخطط لزيارة قطروالكويت والسعودية على وجه التحديد في جولة ديبلوماسية خاصة». وأوضح أنه بحث الأزمة الخليجية مع نظيريه الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وأكد لجميع القادة الذين التقاهم على هامش قمة مجموعة ال20 «الحاجة إلى إيجاد حل للأزمة من طريق الحوار». وفي الكويت، استقبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بقصر بيان، مستشار الأمن القومي البريطاني، والوفد المرافق له، بعد يومين من زيارة جونسون الكويت، في جولة خليجية لاحتواء الأزمة، والتي تلعب فيها الكويت دور الوساطة. من جهة أخرى، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في ساحل العاج. وصرح الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية بأن اللقاء تناول القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة القطرية، إذ أكد وزير الخارجية المصري أهمية حماية دول المنطقة من ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابع تمويلها، والعمل على نشر الأفكار الوسطية للإسلام.