بات في حكم المؤكد أن تجرى الانتخابات النيابية الفرعية الأحد في 24 أيلول (سبتمبر) المقبل لانتخاب نائب ماروني عن قضاء كسروان- الفتوح لملء المقعد الشاغر بانتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية والمقعدين الأرثوذكسي والعلوي في دائرة طرابلس اللذين شغرا باستقالة روبير فاضل ووفاة بدر ونوس. ويشكل الانتخاب الفرعي في كسروان أول اختبار لقوة «التيار الوطني الحر» في مواجهة بعض الأحزاب والشخصيات المستقلة التي لا يبدو حتى الساعة أنها في وارد إخلاء الساحة للمرشح العميد المتقاعد شامل روكز ليفوز بالتزكية، لافتاً الى ان هذا ليس مطروحاً بفعل إصرار على خوض الانتخاب الفرعي في وجه روكز. وعلمت «الحياة» من مصادر كسروانية أن ترشيح روكز اختبار لنفوذ رئيس الجمهورية وليس نفوذ «التيار الوطني»، وهذا ما يفسر إصراره على إجراء الانتخابات الفرعية لملء المقاعد النيابية الثلاثة الشاغرة، وهو يلتقي في هذا المجال مع رغبة رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأيضاً رئيس الحكومة سعد الحريري، على رغم أنه كان يفضل تمرير الشغور استعداداً للانتخابات النيابية العامة في أيار (مايو) 2018. وتابعت المصادر عينها أن عدداً من المرشحين قد يخوضون الانتخاب الفرعي، لكن لا شيء نهائياً حول إمكان توافقهم على تسمية مرشح واحد لينافس روكز. وقالت إن أبرز المرشحين هو النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن الذي باشر مشاوراته مع الفاعليات ورؤساء البلديات والمخاتير في كسروان- الفتوح بغية بلورة قراره النهائي، وأكدت أنها ستؤدي حتماً الى التوافق على مرشح. وتعترف المصادر أن الانتخاب الفرعي سيدفع القوى المعنية بالخريطة الانتخابية في كسروان الى تشغيل محركاتها الانتخابية في وقت مبكر استعداداً لخوض الانتخابات النيابية العامة، لأنها في حاجة الى رفع الغبار عن ماكينتها الانتخابية مع أن خوضها الانتخاب الفرعي سيدفعها إلى البقاء في حال استنفار منذ الآن. لكنها لم تستبعد في الوقت ذاته لجوء بعض المرشحين السابقين إلى الوقوف على الحياد، لمراهنتهم على احتمال ضمهم الى اللائحة المدعومة من «التيار الوطني» وحزب «القوات اللبنانية» في الانتخابات العامة، إذا توافقا على خوضها معاً، وبالتالي ليسوا مضطرين إلى حرق أوراقهم الانتخابية وإقحام أنفسهم في انتخاب فرعي لمقعد لن يكون عمره طويلاً. وبالنسبة الى الانتخاب في طرابلس، فإن الحراك الانتخابي لن يبدأ على وجه السرعة وينتظر القرار النهائي للناخبين الكبار في المدينة، وأبرزهم «تيار المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي إضافة ونواب وقوى صاعدة من بينها الوزير السابق أشرف ريفي. فالتوجه الذي سيصدر عن كل هؤلاء سيحدد المسار العام للانتخاب الفرعي الذي يمكن أن يشكل بداية اختبار للقوة، لكن أقل من اختبار الأوزان السياسية التي تنتظر المعركة في كسروان، ويعود السبب الى أن المعركة في طرابلس لن تؤدي الى إحداث فرز ولو أولياً للتحالفات الانتخابية في ظل حرص بعض الأطراف على الاحتفاظ بأوراقه الانتخابية إلى المنازلة الكبرى المنتظرة في الانتخابات العامة في عاصمة الشمال في الدائرة التي تضمها مع قضاءي المنية - الضنية. وإلى أن يتبلور الموقف النهائي للناخبين الكبار في طرابلس في ضوء ترجيح البعض أن يكون الانتخاب الفرعي نصف معركة، فإن الأنظار تتجه الى اشتداد المنافسة على المقعد الأرثوذكسي بين عدد من المرشحين، أبرزهم الوزير السابق نقولا نحاس المقرب من ميقاتي، ورفله دياب (تيار المردة)، وطوني حبيب، وسابا زريق وطوني إسكندر غريب، فيما لم تتضح حتى الساعة أسماء المرشحين لملء المقعد العلوي، لكن في حكم المؤكد أن بعض الناخبين الكبار سيتجنبون طرح أي اسم يمكن أن يكون محسوباً على «الحزب العربي الديموقراطي» برئاسة رفعت علي عيد أحد المتهمين في تفجير مسجدي «التقوى» و «السلام» في طرابلس والذي لا يزال متوارياً عن الأنظار ويعيش في سورية.