ما تزال أصداء الوثائق التي نشرتها قناة «الجزيرة» القطرية عن سجلات التفاوض بين اسرائيل والسلطة الوطنية، تتردد في جنبات الساحة الفلسطينية حيث قررت منظمة التحرير الرد على ما اسمته «الحملة المغرضة للجزيرة» بإعلان مواصلة حملتها الدولية الرامية الى ادانة الاستيطان وتحصيل اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة. في المقابل، صعدت حركة «حماس» اتهاماتها للسلطة، معلنة سحب تفويضها للرئيس محمود عباس في شأن التفاوض مع اسرائيل بموجب «وثيقة الوفاق الوطني». من جانبها، واصلت «الجزيرة» مساء امس بث وثائق جديدة علمت «الحياة» انها تتعلق بالحرب الاسرائيلية على غزة وتؤكد ان اسرائيل ابلغت عباس بموعد الحرب، وان مستشارا له طلب منها الاستمرار في الحرب حتى القضاء على «حماس». واوضحت مصادر في «حماس» ل «الحياة» في غزة امس أن وثائق «الجزيرة» التي ستبث ليل الأربعاء - الخميس تتضمن معلومات مفادها أن اسرائيل أبلغت عباس بنيتها شن عدوان على غزة قبل موعدها بفترة طويلة، قبل أن تعود وتبلغه بالموعد النهائي لشن العدوان قبل بدء العمليات بأيام قليلة. وقالت إن الوثائق ستكشف أسراراً تتعلق بطلب أحد كبار مساعدي عباس من وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود بارك خلال الحرب الاستمرار بالعدوان على قطاع غزة حتى القضاء نهائيا على «حماس» التي تسيطر على القطاع. كما اوضحت ان الوثائق ستتطرق الى قرار عباس تأجيل عرض «تقرير غولدستون» عن الحرب امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد تعرضه الى ضغوط اميركية واسرائيلية. واشارت المصادر الى أنه سيتم بالتفصيل تناول طلب عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، القيادي «الفتحاوي» أحمد قريع من اسرائيل احتلال الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر المعروف فلسطينياً بمحور صلاح الدين، واسرائيلياً ب «محور فلادلفي»، اضافة الى مواقف عدد من الدول العربية وايران من الحصار على القطاع، وتفاصيل عن الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية. وردت منظمة التحرير الفلسطينية بالاعلان في ختام اجتماع لجنتها التنفيذية برئاسة عباس امس، انها ستواصل حملتها الديبلوماسية الدولية لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقبلية وادانة الاستيطان في مجلس الامن. وقال امين سر اللجنة ياسر عبد ربه ان «اللجنة تدين الحملة المغرضة التي تشنها قناة الجزيرة والتي تلعب دور مجرد اداة لتشويه الموقف الوطني الفلسطيني، متساوقة بذلك مع موقف حكومة اسرائيل وجميع الاطراف المعادية التي تحمل اليوم على القيادة الفلسطينية بسبب صمودها الوطني والسياسي». واضاف ان «توقيت هذه الحملة لا يقل خطورة عن عملية التزوير الواسعة والمدبرة من خلال اقتباس كلمات وجمل». اما حكومة «حماس» المقالة فقالت في بيان ان «قيادة منظمة التحرير غير مخولة التفاوض باسم الشعب الفلسطيني او التنازل عن حقوقه»، مضيفة ان «هذه القيادة غير مؤتمنة على حقوق شعبنا وثوابته». وذهب عضو المكتب السياسي ل «حماس» خليل الحية الى ابعد من ذلك قائلاً: «ان تفويضنا لهم لم يعد قائماً، وليس لهم اعتراف منا بالتفويض الذي وقعنا عليه» في وثيقة الوفاق الوطني العام 2006. وفي تصعيد دراماتيكي يكاد يقترب من اعلان هدر دم ضد اقطاب في السلطة، نفذ أنصار «حماس» في رفح جنوب القطاع ليل الأربعاء - الخميس «إعداماً» رمزياً لمجموعة من الدمى تمثل الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض والمفاوضين صائب عريقات وأحمد قريع وعبد ربه ونصر يوسف.