وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوفير كل التعزيزات وبشكل عاجل للحد من الأضرار التي واكبت الأمطار والسيول في محافظة جدة وما جاورها. وجاء في نص البيان الذي بثته وكالة الأنباء السعودية: "نظراً لما واكب الأمطار والسيول في محافظة جدة وما جاورها، من أضرار جسيمة، أدت لكثير من الأضرار الخطيرة على الإنسان والمنشآت، وأن محافظة جدة تواجه خطر الغرق في كثير من المناطق، فيعتمد حالاً ودون أي تأخير البدء بشكل عاجل بتوفير كل التعزيزات للحد من تلك الأضرار، خاصة وأن الأمطار مترقب استمرارها في الأيام القادمة، وزودنا أمير منطقة مكةالمكرمة بنسخة من ذلك للرفع حالاً عن الجهات المقصرة وتقرير شامل حول ذلك، ومن تأخر في تنفيذ الأوامر السابقة، كما زودنا وزير المالية بنسخة من أمرنا هذا لاعتماد المبالغ اللازمة لتوفير كل الإمكانات والتعزيزات بشكل فوري، وعلى جميع الجهات المختصة العمل ليلاً ونهاراً لإنهاء هذا الأمر ومن يتهاون في هذا الأمر الخطير فيحاسب بشدة ، ويرفع لنا أولاً بأول ، فاعتمدوا ما يلزم". وجاء الخطاب موجهاً إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، وإلى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأمير منطقة مكةالمكرمة ووزير الشؤون البلدية والقروية، وإلى وزير المالية، وإلى وزير النقل، ووزير المياه والكهرباء، ووزير الصحة. من جهتها أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أنه من المتوقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة على محافظة جدة طوال اليوم (الأربعاء) مصحوبة برياح شديدة. وأوضحت في بيان أصدرته اليوم بهذا الشأن أن "التقارير تفيد باحتمال استمرار هطول الأمطار لتشمل الضواحي الشمالية الشرقية للمحافظة وشمال مدينة مكةالمكرمة وطريق الهجرة". وفيما يتعلق بحركة الملاحة الجوية، أوضحت الهيئة العامة للطيران المدني أن الأمطار التي هطلت على جدة اليوم لم تؤثر على الحركة الجوية في مطار الملك عبد العزيز الدولي. وبين المتحدث الرسمي باسم الهيئة خالد بن عبد الله الخيبري أن "أجهزة التشغيل في مرافق المطارات وكذلك أجهزة الملاحة الجوية مهيأة مسبقاً للتعامل مع هذه الأوضاع من خلال استخدام التقنية التي وفرتها الهيئة والمتمثلة في أجهزة المراقبة الجوية والرادارات المتقدمة، إذ يتم يومياً تلقي النشرات الجوية من الجهات المختصة، ويتم بثها عبر النظام الآلي وتكون متاحة للمراقبين الجويين والطيارين ويتم التعامل بشكل جاد مع أي تنبيهات جوية تصدر. وأشار إلى أن عمليات الإقلاع والهبوط في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة كانت في وضعها الطبيعي وكذلك أجهزة الهبوط الآلي على جميع المدارج منذ اللحظة الأولى لهطول الإمطار وحتى ساعة إعداد هذا البيان، مشيراً إلى أن الإجراءات التي تتخذ عادة عند سوء الأحوال الجوية لإيقاف أو تعليق الرحلات تعتمد على معايير تتعلق بكمية الأمطار على المدرج وسرعة الرياح وتبين خلال هطول الإمطار اليوم أن كمية المياه في الحدود المسموح بها للقيام بعمليات الهبوط والإقلاع، ولم يكن هناك انعدام في مستوى الرؤية الأفقية، وكانت معدلات الرؤية طبيعة مما يسمح باستمرار الحركة الجوية. إلى ذلك، واصلت أمانة محافظة جدة أعمال إزالة الآثار السلبية لتجمعات مياه الأمطار، في كافة أحياء جدة خاصة في حي السامر، وقامت الأمانة بتحديد المواقع التي تجمعت فيها مياه الأمطار التي وصلت إلى 40 موقعاً جرى العمل على شفط تجمعات مياه الأمطار منها. وأوضح رئيس لجنة أعمال الأمطار بالأمانة المهندس هشام عابدين في بيان له أنه لم تتأثر أنفاق محافظة جدة بكميات الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين، ويرجع ذلك إلى الإجراءات التي اتخذتها الأمانة لتجنب الأنفاق تجمع المياه السحطية بها، إلا أن شهود عيان أكدوا بأن أنفاقاً كثيرة غمرتها المياه بالكامل، منها النفق الواقع في طريق الملك عبدالله. لكن عابدين قال أن نفق طريق الملك عبدالله لم يشهد أي تأثر من جراء الأمطار الأخيرة، مؤكداً أن الأمانة ستعمل على تنفيذ خط لتصريف المياه السطحية يعمل على تصريف مياه الأمطار فوق النفق من الناحية الشمالية وربطه بشبكة التصريف بشارع حائل، كما يتم حاليا تصريف المياه عن طريق المضخات إلى شارع حائل حتى يتم تنفيذ الخط الأساسي. وأفاد أن نفق تقاطع الأمير ماجد مع الروضة ونفق تقاطع شارع حراء مع الأمير ماجد لم يشهدا أي تجمعات لمياه الأمطار، وسيتم العمل على تنفيذ خط تصريف للمياه السطحية مشيراً إلى أن المياه التي غرقت نفق تقاطع شارع حراء مع الأمير ماجد المرة السابقة كانت نتيجة سيول قادمة للنفق من الناحية الجنوبية، وهو ما سيتم مراعاته مع جميع الأنفاق مستقبلاً . وأشار عابدين إلى أن أكثر الأحياء تضرراً من جراء الأمطار هو حي السامر، وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الحي إضافة إلى مياه الأمطار، وتعاملت الأمانة مع ذلك بتوفير وايتات لشفط تجمعات المياه. وقامت طائرات الدفاع المدني بإنقاذ 200 شخص من خلال الطلعات الجوية، من محتجزي مخطط أم الخير وطريق الحرمين وشارع فلسطين، حيث تم نقلهم إلى قاعدة الطيران، وبعدها إلى مواقع الإيواء في الشقق المفروشة مباشرة.