لن يحصل الشباب على إجازاتهم في العراق هذا العام في تموز (يوليو) مثلما اعتادوا كل عام، فالامتحانات الثانوية للمراحل الأخيرة بدأت للتو في المدارس بعدما تم تأخيرها بقرار من وزارة التربية الى ما بعد عطلة عيد الفطر. التفكير في مكان لقضاء الإجازة ووضع الموازنة المقررة لذلك ممكن في الوقت الحالي, اما السفر فهو مستحيل وسيضطر كثيرون الى تحمل حرارة الصيف اللاهبة وقضاء الشهر الجاري في العراق لحين انتهاء الطلاب من الامتحانات املاً بالسفر في آب (أغسطس). والسائد في العراق ان تكون رحلات الإجازة الصيفية على نوعين: الأول يجمع الشباب في مجموعات خاصة، وهؤلاء غالبًا ما يبحثون عن رحلات تناسب موازناتهم، والثاني رحلات عائلية للمتزوجين الجدد الذين يدخرون بعض المصاريف لقضاء أسبوع او أسبوعين خارج البلاد عقب زواجهم، اما العائلات الكبيرة فغالبًا ما تقضي وقتها الصيفي في مدن كردستان العراق ضغطًا للنفقات. خطة السفر غالبًا ما توضع منذ نهاية اشهر الشتاء وتتضمن غالباً تموز (يوليو) وآب، اذ تصل الحرارة الى درجات قياسية في ظروف صعبة يعيشها العراقيون. وعدا عن المتزوجين الجدد المتخففين من الالتزامات بعد، فإن الرحلات الشبابية كما العائلية، ستتأخر هذا العام بسبب الامتحانات. أمل جميل حسن التي بدأت ابنتها ياسمين (19 سنة) أداء امتحاناتها في السادس الثانوي تفكر في شكل جدي في إيجاد مكان تقضي فيه ابنتها وقت الإجازة الصيفية بعد انتهاء الامتحانات، ولأن العائلة كبيرة وتتكون من تسعة افراد اختارت الذهاب الى إقليم كردستان. تقول أمل: «تحتاج ابنتي الى الترفيه بعد المراجعة الطويلة للمواد التي استمرت أكثر من شهرين ومرحلة الامتحانات التي تتعرض فيها الى ضغط نفسي كبير، لذلك سننتظر جميعاً حتى تنتهي من امتحاناتها ونغادر لقضاء عطلتنا الصيفية». ثم تستدرك: «لكننا طبعاً لن نستطيع الذهاب قبل اعلان النتائج نهاية تموز الجاري او بداية آب المقبل». ارتفاع درجات الحرارة الى (52) درجة مئوية اعتباراً من نهاية الشهر الماضي جعل الصيف اكثر قسوة في العراق هذا العام لكن توقيت الامتحانات مع مطلع الشهر الحالي اجبر الشباب العراقي على البقاء في المنازل لحين انتهاء المرحلة الصعبة، في حين لم يتسلم الطلاب الجامعيون نتائجهم الا منذ أسبوع فقط ما يعني انهم باتوا أحراراً في الانطلاق في اجازاتهم ما لم يتقيدوا بصديق لا يزال في المرحلة الثانوية. يقول حازم مصطفى وهو طالب جامعي أنهى المرحلة الأولى من دراسته في قسم الإحياء في كلية العلوم في جامعة بغداد ان انشغال صديقه بامتحانات الثانوية دفع مجموعته الى تأجيل رحلة الصيف هذا العام. ويضيف: «نحن أربعة أصدقاء درسنا معًا في الثانوية وخرجنا في العام الماضي الى أربيل بعد انتهاء الامتحانات العامة في الثانوية، لكن احد أصدقائنا لم يقتنع بالمجموع الذي حصل عليه فقرر إعادة السنة الأخيرة في الثانوية فيما اكملنا نحن الثلاثة المرحلة الجامعية الأولى واليوم علينا ان ننتظر صديقنا كي ينهي امتحاناته ونغادر معاً الى إسطنبول لقضاء العطلة». ليس حازم وحده من ينتظر صديقاً قرر ان يعيد السنة الدراسية، بل ان هناك الكثير من المجموعات التي تأخرت مشاريعها هذا العام لارتباط اعضائها بصديق أو أكثر مشغولين في أداء الامتحانات. تأجيل السفر لم يؤجل الإجازات الصيفية فكثيرون فضلوا قضاءها في المنزل امام أجهزة التبريد املاً بأن تنخفض درجات الحرارة لاحقاً حينما يعودون من اجازاتهم الى العمل بعد شهر او اكثر.