ها هي قد انتهت امتحانات الطلاب والطالبات، في المدارس والجامعات، وما هي إلا أيام قلائل وتبدأ إجازات المعلمين والمعلمات، لتنطلق معها امتحانات من نوع آخر وبطرق مختلفة ولشريحة مغايرة ألا وهي شريحة الآباء والأمهات. وتتنوع مواد الامتحانات وتختلف المدة الزمنية لكل منها، وتتغير باختلاف المكان والزمان، ويبقى العامل المشترك بين النوعيتين من الامتحانات ألا وهو القلق والإرهاق. إن الواقع يثبت مع بدء الإجازة الصيفية، التي تتميز في هذا العام بارتفاع درجات حرارتها ولهيب صيفها، أن أرباب الأسر يعيشون معاناة شديدة هي أشبه ما تكون بالامتحان الذي أنهاه للتو أولادهم. ويزداد الأمر سوءا مع عدم وجود فعاليات أو مهرجانات، وخصوصا في منطقة يرتادها الآلاف إن لم نقل الملايين كمنطقة المدينةالمنورة، والتي تعيش خواء عجيبا فهي تخلو من أي مهرجان، ولا توجد بها فعاليات عامة تمكّن الوالدين من الذهاب بالأسرة لقضاء بعض الوقت في النافع المفيد، ما يجعل الامتحان في غاية الصعوبة والتعقيد، فالأسئلة أشبه ما تكون بالمعادلة الرياضية عديمة الحل! يضطر البعض إلى السفر، وبطبيعة الحال ولقلة ذات اليد، سيكون غالبا سفرا محليا إجباريا. ومعه يبدأ امتحان آخر يتمثل في الغلاء الفاحش؛ فالفنادق وما في حكمها كالدور التي تقوم بتأجير الشقق المفروشة قد رفعت الأسعار اعتبارا من يوم أمس الخميس، وكذلك المنتزهات أو ملاهي الأطفال فهي ترفع الأسعار إلى درجة لا يمكن قبولها؛ ولك أن تتخيل أنك لكي تدخل أسرتك ملاهي أطفال يلزمك أن تدفع مبلغ 600 ريال أو أكثر بحسب عدد أفراد الأسرة، وقس على ذلك مطاعم العائلات والأسواق .... الخ. إن السؤال الأبرز هنا عن الجهة المسؤولة عن كل هذه الامتحانات، هل هي هيئة السياحة التي لا نلمس لها دورا فاعلا؟ أم أنها أمانات المدن التي بات شغلها الشاغل جلب الأموال والغرامات وتناست في زحمة ذلك الجانب الترفيهي للمواطن وما يحتاجه من أماكن مهيأة تمكّنه من التنزه بشكل جذاب، أم أنها الغرف التجارية وهي الأخرى غرقت في مشاكلها وباتت عاجزة عن حلها حتى فشلت في مجرد اختيار أعضاء مجلس إدارة لها، وغرفة المدينة أنموذج مؤسف يمكن تقديمه كأسوأ جهة تعج بالمشاكل والخلافات. إن المحصلة النهائية هي صعوبة الامتحانات التي يواجهها الآباء والأمهات، ففي كل يوم ترتفع المطالبات إما بالنزهات أو السفريات، والوالدان يقعان في حيرة من أمرهما إلى أين يتجهان وكيف يتصرفان؟ بقي أن أذكر أنه وبمهاتفة أحد أبرز الإعلاميين بالمدينة وسؤاله، أجاب: على المواطن أن يبحث عن أحدث العاب البلايستيشن ليقضي وقته وأسرته فيها، فهل وصلت الرسالة للجهات المسؤولة؟! والأهم هل سيتغير الواقع؟؟ [email protected]