* " نسافر .. أم لا نسافر " ؟ هذا السؤال الاستثنائي جعل العائلات لدينا في دوامة الحيرة ، ماعدا تلك التي تعودت كل عام على السفر الصيفي مهما كانت الظروف " فلا يوقفها أمام تحقيقه أزمة مالية ، ولا إرهاب محتمل .. ولا حتى وباء متفش " ! فحجوزات سفر هؤلاء جاهزة في جيب " أبي العيال " ، أو في جيب " أم العيال " إذا كانت هي ممولة الرحلة – وما أكثرهن - ، والأبناء ينتظرون انتهاء فترة امتحاناتهم حتى يعدّوا العدة ، ويحزموا الحقائب للطيران والانعتاق . لكن الوضع الحالي الذي ترزح تحته بقاع العالم جمعاء يحتاج من العاقلين إلى وقفة جادة قبل اتخاذ قرار السفر في هذه الإجازة ، فالعالم أعلن " انفلونزا الخنازير " وباء ، ويجب التعاطي مع هذه الحقيقة بجد . نعلم كمسلمين أن الإيمان بقضاء الله وقدره أمر ضروري ، ونعلم أن قضاء الله ليس منه مهرب لأنه إن كتبه الله علينا فسيدركنا في أي أرض كنا ، لكن في المقابل نعلم أيضاً أنه لا يجوز أن نلقي بأيدينا في التهلكة ونقول " قضاء الله " ، بل علينا أن " نعقلها ونتوكل" ، لأن كل راع منا مسؤول عن رعيته . من هذا المنطلق أحجمت بعض العائلات عن فكرة السفر هذا العام ، وحاولت جاهدة شرح الأسباب والمخاطر لأبنائها ، رغم امتعاض الأبناء وتذمرهم ، وسجلت في ذلك موقفاً تربوياً وتعليمياً جدير بالاقتداء في مستقبل أعمارهم . طبعاً على هذه العائلات تعويض أبنائها عن حرمانهم من السفر ، ورضوخهم لهذا القرار الصعب ، وسيتوجب عليها تخطيط إجازة محلية تتوفر فيها عناصر المتعة والفائدة ، مع التركيز على ضرورة استغلال وقت العطلة بتسجيل الأولاد والبنات في دورات تدريبية وتأهيلية في شتى المجالات ، وأعتقد أن هذا لن يكون صعباً في ظل تواجد الأنشطة الترفيهية والتعليمية والاجتماعية المتعددة ، والتي تقيمها الجهات المختصة في مناطق المملكة كافة .. والله يعين الجميع على تحمل درجات الحرارة اللاهبة . نسأل الله أن يوفق طلابنا وطالباتنا في تجاوز الامتحانات بنجاح ، كما نسأله تعالى أن يحفظ هذه البلاد وأهلها ، وكافة بلاد المسلمين، من الأوبئة والأمراض والزلازل والمحن ، وأن يجعل حرارة أجواء هذا الصيف برداً وسلاماً على الجميع .. آمين .