مع اقتراب شهر رمضان من نهايته، يزداد إقبال المواطنين في بغداد على مكاتب السياحة والسفر لحجز أماكنهم في رحلات عيد الفطر التي يتوجه معظمها إلى إقليم كردستان العراق، هرباً من درجات الحرارة المرتفعة والإجراءات الأمنية المشددة التي تنوي قيادة عمليات بغداد تطبيقها اثناء العيد. ويفضل أغلب البغداديين قضاء عطلة العيد في محافظات كردستان (أربيل ودهوك والسليمانية) لقصر فترة العطلة وتزامنها مع امتحانات الدور الثاني لطلاب الثانوية والجامعات، فيما يخطط آخرون برنامجاً مغايراً للعيد يقتصر على الشعائر الدينية وزيارة المقابر في بغداد وكربلاء والنجف. ويقول مضر جاسم، صاحب مكتب سياحة في منطقة المنصور وسط بغداد، إن «الإقبال على بطاقات السفر إلى مصايف كردستان بدأ مبكراً، ومعظم البطاقات الحكومية بيعت وقد لا يجد الراغبون مزيداً منها قريباً». وعزا الإقبال إلى «قرب انتهاء موسم الصيف وتفضيل غالبية العراقيين السفر إلى كردستان من طريق المكاتب وشركات السفر الحكومية للتخلص من التعقيدات المفروضة عند مداخل الإقليم التي تكون أشد على المسافرين في شكل منفرد». ويتمتع إقليم كردستان، إضافة إلى مناطقه السياحية وطبيعته الخلابة، باستقرار أمني كبير مقارنة بباقي مناطق العراق. وعلى رغم أن فترة عيد الفطر ثلاثة أيام، فإن اختلاف تحديد غُرة شهر شوال بين السنة والشيعة في العراق يؤدي غالباً إلى زيادة أيام العطلة الرسمية التي وصلت إلى أسبوع في مرات سابقة. وكان بعض العائلات العراقية من وسط البلاد وجنوبها توجه خلال شهر رمضان إلى كردستان لقضاء ما أمكن من أيام الصيام هناك بعيداً من درجات الحرارة التي جاوزت الخمسين في بغداد والمحافظات الجنوبية وتردي مستوى الخدمات، إلا أنها اضطرت إلى العودة الأسبوع الماضي بسبب بدء امتحانات المدارس والجامعات التي يتخللها عيد الفطر. وأعلن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أمس إعداد خطة أمنية بالتنسيق لتوفير اجواء آمنة تزامناً مع حلول عيد الفطر. غير أن العيد لا يمثل لعراقيين كثيرين سوى مناسبة دينية تقتصر على زيارة الأضرحة المقدسة والمقابر، وهم يعدون منذ الآن حافلات كبيرة للتوجه إلى مقابر بغداد والنجف وكربلاء في أول أيام العيد. وارتفعت أسعار بطاقات السفر إلى هذه المحافظات في شكل لافت، كما ارتفعت أسعار اللحوم والمواشي بسبب الولائم الكبيرة التي اعتاد البغداديون إقامتها خلال هذه المناسبة.