أبدى الانفصاليون الموالون لروسيا ثقتهم بأن سكان شرق أوكرانيا سيؤيدون «الاستقلال» في الاستفتاء المقرر اليوم، كما حصل في شبه جزيرة القرم في آذار (مارس) الماضي، قبل أن تضمها روسيا إلى أراضيها. ومارست المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في إعلان مشترك صدر بعد لقائهما غير الرسمي في سترالساند شمال ألمانيا، ضغوطاً على كييف وموسكو لتنظيم الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في 25 الشهر الجاري. ويزور رئيس مجلس أوروبا هرمان فون رومبوي كييف غداً لتأكيد دعم الاتحاد الاقتراع (للمزيد). وأكد هولاند ومركل أهمية تنظيم انتخابات رئاسية «حرة ومنصفة» في أوكرانيا، فيما اعتبرا استفتاء الانفصاليين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا اليوم «غير شرعي»، ولوّحا مجدداً بفرض عقوبات على موسكو، علماً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان دعا إلى تأجيل الاستفتاء. وحض البيان الألماني– الفرنسي موسكو على خفض تهديد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، لكنهما طالبا أيضاً ب «امتناع القوات الأوكرانية عن شن هجمات قبل الانتخابات» الرئاسية، وشددا على أن استخدام القوة لحماية الأفراد والبنى التحتية «يجب أن يكون مناسباً». وشدد هولاند ومركل على أهمية إجراء «حوار وطني بين ممثلي الحكومة الأوكرانية وكل المناطق قبل 25 الجاري لمعالجة كل المسائل العالقة»، وهو ما تعتبره موسكو احد أسس الحل، ولفتا إلى دور منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في مراقبة الاقتراع الرئاسي والإشراف على جمع الأسلحة غير الشرعية. وختما بمطالبة «كل الأطراف بالامتناع عن أي عمل قد يمس اقتصاد أوكرانيا، خصوصاً في مجال إمدادات الغاز، وتقديم مساعدة اقتصادية ومالية لها، بالتنسيق مع المؤسسات المالية الدولية». وتزداد الخلافات حول العقوبات ضد روسيا بين عواصم الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن أقلية منها تؤيد فرض عقوبات اقتصادية، وهي بولندا ودول البلطيق والسويد، في حين تبدي إيطاليا وبلغاريا وقبرص تحفظات شديدة. أما فرنساوألمانيا وبريطانيا فتتخذ مواقف معتدلة. واعتبرت جودي ديمسي من معهد «كارنيغي أوروبا»، أن «العقود الاستراتيجية للطاقة والتي أبرمها بوتين على مدى سنوات مع ألمانياوإيطاليا وهولندا منعت الاتحاد الأوروبي من تبني لهجة حازمة والتحرك بقوة» ضد موسكو. ميدانياً، أفرج انفصاليون عن عاملين لدى الصليب الأحمر، هم 8 أوكرانيين وسويسري، كانوا احتجزوهم ساعات في دونيتسك (شرق) للاشتباه في أنهم «جواسيس»، فيما استعادوا السيطرة على مقر الشرطة في مدينة ماريوبول (جنوب شرق)، بعدما غادرتها القوات الأوكرانية إثر معركة أعلنت كييف أنها أسفرت عن مقتل 20 انفصالياً. وفي دونيتسك، أجبر المتمردون حوالى مئة عنصر من الحرس الوطني الأوكراني أرسلوا كتعزيزات، على إلقاء أسلحتهم والمغادرة، بعد سقوط جريحين في تبادل للنار.