احتفلت روسيا امس الجمعة بذكرى الانتصار السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بعرض لقوتها العسكرية في الساحة الحمراء في موسكو ضمن احتفالات بدأت صباح امس في ذكرى النصر على المانيا في 1945، وقال الرئيس الروسي الذي دعا في الاحتفال الى عدم نسيان من هزموا الفاشية: إن الاتحاد السوفيتي هو من انقذ اوروبا من العبودية، وألغت أوكرانيا -التي اقرت بعدم قدرتها على منع استفتاء "الاحد"، والتي تحتفل تقليديا بالانتصار على المانيا النازية- معظم المسيرات خشية وقوع أعمال عنف، ومن "استفزازات" الموالين لروسيا، وشهدت ماريوبول في الشرق الاوكراني امس الجمعة اشتباكات اسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص. وتخوض الحكومة الاوكرانية المدعومة من الغرب قتالا ضد تمرد في شرق البلاد، حيث يخطط انفصاليون موالون لروسيا لاجراء استفتاء على الانفصال عن اوكرانيا مطلع الاسبوع، في تجاهل لدعوات من بوتين لتأخير الانتخابات. أنقذنا أوروبا من العبودية وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدور السوفيتي في هزيمة الفاشية في الذكرى السنوية للانتصار في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية، وقال: إن أولئك الذين هزموا الفاشية يجب الا يتعرضوا للخيانة. وقال بوتين -في كلمته أمام الجنود وقدامى المحاربين في الميدان الاحمر بموسكو في الاستعراض العسكري السنوي في يوم النصر، الذي شاركت فيه قوات ودبابات وقطع مدفعية ومنصات اطلاق صواريخ متحركة مرت أمام الرئيس الروسي، فيما حلقت المقاتلات في السماء-: «الارادة الحديدية للشعب السوفيتي وعدم الخوف والعزيمة أنقذت أوروبا من العبودية، كان بلدنا هو الذي طارد النازيين الى عرينهم وحقق تدميرهم الكامل والنهائي وهو الامر الذي تكلف ملايين الضحايا ومصاعب رهيبة». وأضاف: "سنحمي دائما هذه الحقيقة المقدسة التي لا تخبو ولن نسمح بخيانة أو طمس سيرة هؤلاء الابطال الذين لم يهتموا بأنفسهم وانما حافظوا على السلام على هذا الكوكب". وقال بوتين -الذي وصل بعد ظهر امس الى القرم للمشاركة في احتفالات يوم النصر على المانيا في مدينة سيباستوبول القاعدة التاريخية للاسطول الروسي في البحر الاسود، في تصريحات أذيعت على الهواء في تلفزيون الدولة-: "التاسع من مايو هو أهم عيد وسيبقى أهم عيد بالنسبة لنا"، وتابع موجها حديثه لقدامى المحاربين الذين حضروا العرض، الذي شهد مشاركة 11 ألف جندي ومعدات عسكرية، "نحن فخورون بكم". وأكد الرئيس الروسي أن "الإرادة الحديدية للشعب السوفيتي وشجاعته وثباته أنقذت أوروبا من العبودية"، مقابل ملايين الضحايا والمآسي. وتخوض السلطات الاوكرانية منذ الجمعة عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة سلافيانسك معقل المتمردين الموالين لروسيا في محاولة لاستعادة السيطرة عليها. وقتل في هذه العملية عشرات الاشخاص. وفي مدينتي سلافيانسك ودونيتسك المتمردتين بدا ان السكان يؤيدون قرار زعماء الانفصاليين بابقاء الاستفتاء في موعده. والتوتر يبقى على اشده في اوكرانيا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 25 مايو لاختيار خليفة للرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش والذي اطاحت به احتجاجات واسعة في فبراير الماضي. المضي في الاستفتاء ويمضي المتمردون الموالون لروسيا في مخططهم لتنظيم استفتاءات الاحد في تحرك يرجح ان يؤدي الى تصعيد الازمة، بالرغم من دعوة الكرملين الى ارجائها. وأقر مسؤولون أوكرانيون في مدينة دونيتسك أنه لا يمكنهم منع الانفصاليين الموالين لروسيا من إجراء استفتاء حول الانفصال عن أوكرانيا والمقرر غدا الاحد. وقال مكتب عمدة المدينة وهي أكبر مدن المنطقة في بيان: إنه ليس هناك ما يكفي من قوات الشرطة للقيام بذلك. وأضاف: إنه من أجل السلامة العامة، لن يكون هناك أي مسعى لمنع الانفصاليين من إقامة مراكز اقتراع في أماكن، مثل المدارس. عقوبات اوروبية واتفق سفراء الدول الأوروبية المعتمدون في بروكسل على إضافة عدد من المسؤولين الروس ومؤسستين روسيتين لهما علاقة بما يجري في أوكرانيا على قائمة الأطراف التي تطولها عقوبات الاتحاد الأوروبي. ويقوم وزراء الخارجية الأوروبيون خلال اجتماع لهم مقرر الاثنين المقبل في بروكسل على اعتماد توصية في هذا المعنى، ويتعلق الأمر بمؤسستين للطاقة تعملان في شبه جزيرة القرم استولت عليهما روسيا بعد ضمها لهذه المنطقة، كما أن الشخصيات المستهدفة تعمل جميعها في أوكرانيا ولا تشمل شخصيات أو مسؤولين في موسكو. اشتباكات ميدانيا، قالت وكالة انترفاكس أوكرانيا: إن قوات أوكرانية اشتبكت مع انفصاليين موالين لروسيا في ماريوبول امس الجمعة عند مقر شرطة البلدة الساحلية ومبنى وزارة الداخلية المحلية ما أدى الى مقتل ثمانية اشخاص واصابة آخرين. وقالت وكالة الانباء: إن الشرطة كانت تحاول استعادة السيطرة على مبنى الشرطة عندما تعرضت لاطلاق نار من موالين لروسيا سيطروا على مبنى وزارة الداخلية. وقالت الشرطة المحلية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد مركز التمرد الموالي لروسيا ضد كييف انها لا يمكنها التعليق. وقالت تيتيانا ايجناتشينكو وهي صحفية في ماريوبول: إن قتالا ضاريا وقع خارج مقر الشرطة الذي سيطر عليه انفصاليون موالون لروسيا. وأضافت: إنه سقط قتيل واحد واصيب ستة في جانب الانفصاليين. وجلبت القوات الاوكرانية عدة عربات مدرعة الى البلدة وهي مركز صناعي وملاحي رئيسي ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة.