أعلن «تنظيم داعش» إسقاط مرحية للقوات النظامية في مدينة دير الزور، خلال المواجهات العسكرية التي تدور بين الطرفين منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي. وأفاد ناشطون بأن عدداً من القوات النظامية قتلوا وجرحوا، إثر إسقاط المروحية قرب اللواء «137» (8 كم جنوب مدينة دير الزور شرق سورية). وأضافوا أن الطائرة، القادمة من مدينة القامشلي، كانت رابضة داخل اللواء بعد إفراغ حمولتها، وتم إسقاطها بصاروخ موجه، ما أدى لمقتل أربعة عناصر وجرح آخرين من الأخيرة. من ناحيتها، ذكرت «وكالة أعماق» التابعة للتنظيم أن عناصره أسقطوا مروحية للجيش السوري بصاروخ موجه قرب «مشفى الأسد» غرب مدينة دير الزور. وشن التنظيم، في 4 حزيران الماضي، هجومًا من ثلاثة محاور على مواقع القوات النظامية والميلشيات المساندة لها في أحياء مدينة دير الزور، وسيطر على عدة نقاط ومناطق استراتيجية جنوبها. وتركزت العمليات بشكل أساسي على محور البانوراما، و «اللواء 137»، إضافةً إلى هجوم على الأجزاء الشمالية للأحياء من جهة تل الصنوف. وتسيطر القوات النظامية السورية على أحياء الجورة والقصور وهرابش في دير الزور، إضافة إلى شوارع وأحياء فرعية، بينما يخضع أكثر من 70 في المئة من المحافظة لسيطرة التنظيم. وتحاول القوات النظامية دخول محافظة دير الزور من ثلاثة محاور لفك الحصار عنها، الأول من جنوب مدينة الرقة بعد وصولها في الأيام القليلة الماضية إلى جنوبها وسيطرتها بشكل كامل على ريف حلب الجنوبي، في حين ينطلق المحور الثاني من ريف حمص الشرقي، وسيطرت من خلاله حتى الآن على منطقة حقول آراك النفطية، وغدت على مسافة خمسة كيلومترات من مدينة السخنة بوابة الدخول إلى ريف دير الزور الغربي. كما تزحف جنوباً باتجاه المدينة على الحدود السورية العراقية، وذلك بمشاركة قوات حليفة، على رأسها عناصر إيرانية من الحرس الثوري الإيراني. وتأتي عمليات «داعش» متزامنة مع تحرك عسكري كبير لقوات «الحشد الشعبي» من محورين باتجاه الحدود السورية العراقية. إلى ذلك، ذكر ناشطون أن مدنياً قتل بقصف جوي يرجح أنه لطائرات «التحالف الدولي» على مدينة الميادين (45 كم جنوب شرق مدينة دير الزور)، كما ألقت الطائرات منشورات ورقية على المدينة وريفها طالبت فيها الأهالي بالابتعاد من المنازل التي صادرها التنظيم من المدنيين واتخذها مقرات له. كما أفاد ناشطون بجرح عدد من المدنيين، إثر قصف مدفعي ل «داعش» على حيي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرة القوات النظامية، من مواقعها القريبة، من دون ورود تفاصيل إضافية. ومع فرار عدد كبير من قيادات «داعش» من الرقة إلى دير الزور، باتت المحافظة محط عمليات عسكرية متزايدة بهدف مواجهة «داعش» هناك وإجبار عناصره على المغادرة. وقال زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري صالح مسلم، في وقت تخوض «قوات سورية الديموقراطية» معارك عنيفة ضد «داعش» في الرقة، إن أكراد سورية ليست لديهم خطط للتقدم باتجاه دير الزور بعد معارك الرقة وذلك في تصريحات لصحيفة «إيزفيستيا» الروسية. وأكد صالح مسلم إن الرقة ستحرر قريباً من عناصر «داعش». وأضاف أن «الوضع في المدينة هو بالطبع صعب ومعقد، لكن النجاحات التي تم إحرازها في محاربة الإرهاب ستساعد على تحريرها»، مشيراً إلى أن تحديد تاريخ تحريرها مرتبط بسير المعارك على الأرض وعوامل أخرى. من ناحيته، أوضح ممثل الحزب في روسيا عبدالسلام علي للصحيفة أن قادة «داعش» يدركون عدم جدوى مقاومة تقدم «قوات سورية الديموقراطية»، لذلك بدأوا بالفرار من المدينة. وأضاف أن «عدداً كبيراً من قادة «داعش» تم إجلاؤهم قبل انطلاق الهجوم على المدينة، وأن الذين بقوا فيها هم في الواقع «انتحاريون». وتقول مصادر المعارضة السورية إن الرقة ستدار بعد تحريرها من مجلس محلي يعلن لاحقاً ولاءه لدمشق. إلى ذلك، صرح مصدر في وزارة الدفاع الروسية للصحيفة بأن القوات النظامية السورية ستقوم بحملة لاستعادة دير الزور من داعش بدعم من الطيران الروسي. وبعد استعادة الرقة من «داعش» لن يبقى له موطئ قدم حضري كبير سوي دير الزور. ويشكل العرب غالبية سكان المحافظة خلافاً للرقة التي تسكنها مجموعات كردية صغيرة.