تشهد شواطئ جزر سعودية موزعة على البحر الأحمر والخليج العربي، عروضاً يومية تؤديها دلافين من أنواع مختلفة، فيما ترافق المراكب والسفن حتى تصل إلى مرافئها. ويحوي الخليج ستة أنواع منها، فيما يحوي البحر الأحمر ثلاثة، ويعد وجودها علامة على جودة الحياة البحرية، لأنها تقع في أعلى السلسلة الغذائية في البحار. وتعتبر الجزر السعودية ملاذاً آمناً للكثير من الطيور المهاجرة التي تفد إليها كل عام. فيما تحمل بحار المملكة الكثير من الكنوز وأسرار الحياة البحرية والأنظمة البيئية، وتشكل شعابها المرجانية موطناً لآلاف الكائنات البحرية. وتستوطن مجموعات من الدلافين وأنواع من الطيور البحرية مثل النورس والبجع الجزر التابعة لمحافظة البرك على ساحل البحر الأحمر غرب منطقة عسير، وفيها طبيعة بكر جذبت هواة السياحة البحرية والصيد إلى ضفافها، لما لها من طبيعة ساحرة وتنوع بيئي مختلف عن الجزر السعودية الأخرى التي تسكن داخل حدودها البحرية على سطح البحر الأحمر. ومن جزرها جزيرة «حضارة» أو ما تسمى بين الصيادين جزيرة «موقط»، والتي تبعد 15 ميلاً بحرياً باتجاه شمال غربي المحافظة، وهي جزيرة رملية. واستحوذت «جانا» العائمة فوق المياه الإقليمية للمملكة في الخليج العربي، على اهتمام كثير من الباحثين والصيادين، وهواة الغوص، ومن ضيوف الجزيرة الدلافين، وهي ستة أنواع: من دون الزعنفة، وذو البوز القاروري، والشائع، والأحدب، والغزال، وبلمبس. ونظراً إلى امتلاك الجزيرة مقومات بيئية تستقطب الجزيرة أكثر من 20 ألف طائر، اعتادت زيارتها أثناء رحلتها من القطب الشمالي باتجاه القطب الجنوبي. وتعد جزيرة فرسان أحد أهم المواقع السياحية في منطقة جازان لما تضمه من إمكانات سياحية مميزة، ومواقع جذابة، وأماكن أثرية مهمة، إلى جانب ما تتمتع به من المقومات والإمكانات الطبيعية ما جعلها محط أنظار السياح والزائرين والباحثين عن جمال الطبيعة والشواطئ الرملية الفريدة والنزهات البحرية والغوص وصيد الأسماك وليالي البحر والسمر على ضوء القمر. ويضم أرخبيل فرسان (يبعد 40 كيلومتراً جنوب غرب جازان) وسط مياه البحر الأحمر، حوالى 90 جزيرة مهيأة للاستثمار. وأسهم التنوع الإحيائي فيها إلى إعلانها محمية طبيعية في العام 1407ه ووضعها في مصاف المحميات الطبيعية المنتشرة في مناطق مختلفة من المملكة. وتمتاز المحمية التي تبلغ مساحتها 5408 كيلومترات مربعة بالتنوع الإحيائي البحري الفريد، وتحظى جزيرة «قماح» بزيارات أهالي جازان، نظراً لاحتواء شواطئها على الدلافين، والتي تظهر وكأنها في عروض طبيعية مبهرة وهي ترافق مراكبهم. وتدرس الهيئة السعودية للحياة الفطرية مواقع عدة في منطقة تبوك لتكون محميات مقترحة، الموقع الأول رأس سويحل، ورأس القصبة وتقع على ساحل خليج العقبة وشمال البحر الأحمر، ممتدة من جنوب حقل حتى شرما. وتعيش في هذه المواقع الدلافين، والسلحفاة الخضراء والسلحفاة ذات الرأس الشبيهة بمنقار الصقر، والطوم، والطيور البحرية ومنها النورس والخراشنة. وكانت فرق مختصة أنقذت أخيراً 10 دلافين احتجزت في مياه ضحلة بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ على ساحل البحر الأحمر. وقال مدير فرع الثروة السمكية في وزارة البيئة والمياه والزراعة في محافظة جدة ردة الزهراني: «إن الدلافين التي كانت تسبح قبالة المدينة الاقتصادية ضلت طريقها خلال ارتفاع مستوى مياه البحر ودخلت إلى منطقة سباحة ضحلة على الشاطئ، ما عرض حياتها للخطر بسبب نقص الغذاء». وحاولت الفرق خلال عملية الإنقاذ، مساعدة الدلافين على العودة إلى البحر بطريقتها الطبيعية، لكن الظروف المناخية وسلوك الدلافين أجبرت الفرق على التحرك لمساعدتها بشكل عاجل عبر حملها على عربات ونقلها إلى البحر. واضطرت الفرق خلال عملية الإنقاذ التي استمرت أربعة أيام، إلى البقاء ليلاً مع الدلافين لمراقبة حالها لحين استكمال عمليات الإنقاذ. والدلافين العالقة هي واحدة من ثلاثة أنواع من الدلافين تعيش في البحر الأحمر ويصل وزنها إلى 79 كلغم.