يملك أرخبيل البرك على ساحل البحر الأحمر غرب منطقة عسير، طبيعة بكر تجتذب هواة السياحة البحرية والصيد إلى ضفافها، نظراً لطبيعتها الساحرة وتنوعها البيئي المختلف عن غيره من الجزر السعودية التي تسكن داخل حدودها البحرية على سطح البحر الأحمر، فهنا تعيش الدلافين جنباً إلى جنب مع الطيور البحرية والحمام البري. وكشفت جولة لوكالة الأنباء السعودية (واس) في جزر البرك، المقومات الطبيعية التي تؤهلها لأن تكون من أبرز الأماكن السياحية في المستقبل، إضافة إلى تميزها بالرمال البيضاء المتاخمة لشواطئها، والشعب المرجانية المتغلغلة في أعماقها، إلى جانب أشجار «المنغروف»، وجزر أخرى ذات طابع صخري، رسمت فيها عوامل التعرية والأمواج البحرية لوحات جميلة. وعن وصف هذه الجزر التي تسمى: حصر، موقط، ماركا، قطوع، جبل ذهبان، أم القشع، قال محمد الهلالي (أحد أبناء محافظة البرك المختصين في مهنة الصيد البحري): «إن المساحات والمسافات التي يقطعها السائح إلى الجزر تتفاوت، فأقربها لشواطئ المحافظة جزيرة حصر، التي تبلغ مساحتها حوالى ثلاثة كيلومترات مربعة، وتبعد عن الساحل ميل بحري، وتكثر فيها أشجار المنغروف التي يسميها الأهالي الأشرير، وتعيش فيها أنواع متعددة من الطيور البحرية، والحمام البري». ومن أبرز الطيور التي تشتهر بها الجزيرة: الهلالي، والنورس، والفلامنغو، والبحثة، وهي من الطيور التي تضع بيضها في أخاديد داخل الأرض في مواسم معينة خلال فصل الصيف، ما جعل أهالي البرك يستمتعون خلال رحلاتهم في البحث عن بيض البحثة واستخراجه من وسط الأخاديد. ويمكن الوصول إلى الجزيرة مشياً على الأقدام خلال أوقات الجزر، عبر مكان يسمى العرق يقع في الناحية الشرقية للجزيرة، وهو السبيل اليسر لوصول جهات التطوير إلى هذه الجزيرة البكر واستثمارها سياحياً واقتصادياً. أما جزيرة جبل ذهبان التي تبعد عن الساحل حوالى 10 أميال بحرية، فتشتهر بوجود أبنية قديمة في ناحيتها الشرقية، بقي منها أساسات حجرية، ويروى أنها كانت مأهولة بالسكان في فترة سابقة، وتحيط بها مجموعة من فصائل النباتات من أشهرها «المنغروف». وتبعد جزيرة حضارة أو ما يطلق عليها الصيادون موقط 15 ميلاً بحرياً باتجاه شمال غرب البرك، وهي رملية، تحوي أنواعاً متعددة من الطيور البحرية، مثل النورس والبجع، إضافة إلى وجود مجموعات من الدلفين، وتحيط بها شعب مرجانية غنية بالأسماك أشهرها الناجل، وتعتبر من أشهر الأماكن التي يقصدها الصيادين. وتقع جزيرة ماركا الرملية غرب البرك وتبعد عن الشاطئ 12 ميلاً بحرياً، وكانت من أوائل الجزر التي كان يرتادها السياح الأجانب، واشتهرت بكثرة طيور النورس، بينما في اتجاه شمال غرب البرك تبرز جزيرة قطوع التي تبعد عن المحافظة حوالى 29 ميلاً بحرياً، وهي كبيرة إذا ما قورنت بغيرها من الجزر، وتبلغ مساحتها أكثر من 20 مليون متر مربع. وتتميز عن غيرها بوجود بحيرة صغيرة داخلها، وحول الجزيرة 8 جزر صخرية وتكثر فيها الشعب المرجانية، ومن أبرز معالمها وجود صخور نحتتها الأمواج بشكل فني جذاب، وتضم كائنات حية ونباتات متنوعة، وخصوصاً الطيور التي يعتبر البجع أكثرها وأشهرها. وتوجد حول شواطئ البرك جزر أخرى، لكنها أصغر من سابقتها وهي: جبل دوقة، جبل كدمبل، جذيم، جنا، جنة، حاطبة، حالة زعل، حبار، دعامة، دمسك، دوشك، ذو الراكة.