واشنطن - أ ف ب - واجه الرئيس الصيني هو جينتاو امس، بعض اشد منتقديه في الكونغرس الأميركي خلال زيارة الدولة التي يقوم بها للولايات المتحدة حيث عقد قمة مع نظيره الأميركي باراك اوباما الأربعاء، أكدا بعدها الالتزام في العمل لبناء الثقة على رغم الخلافات الكثيرة بين البلدين. والتقى هو جينتاو قادة الكونغرس الأميركي الذي تطلق منه الانتقادات المتكررة لملف حقوق الإنسان في الصين والسياسة الاقتصادية وكذلك لدور بكين في الملفين النوويين الإيراني والكوري الشمالي المثيرين للجدل. وأدى ارتفاع نسبة البطالة المرتفعة في الولاياتالمتحدة والتقدم العسكري والاقتصادي الصيني، إلى إثارة مشاعر مناهضة لبكين لدى الرأي العام الأميركي. ويبدو أن دعوة الرئيس اوباما للصين إلى اعتماد «حقوق الإنسان العالمية» وحضه بكين على فتح مجالات عمل أمام الشركات الأميركية ومحاربة القرصنة في مجال الملكية الفكرية، لم تؤد إلى تهدئة الغضب لدى أعضاء الكونغرس. واجتمع الرئيس الصيني مع رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بونر وزعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد. ورفض مسؤولا الكونغرس دعوة من اوباما لحضور حفلة العشاء الرسمية التي أقيمت على شرف الرئيس الصيني في البيت الأبيض الأربعاء، واكتفيا بالقول انهما سيجتمعان معه في اليوم التالي. كما امتنع زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتشل ماكونيل العائد من رحلة إلى أفغانستان وباكستان عن حضور العشاء الرسمي وأعلن انه يعتزم البقاء في منزله في ولاية كنتاكي من دون أي لقاء مع الرئيس الصيني. وأثار ريد انتقادات، حين اعلن في مقابلة تلفزيونية أن هو جينتاو «ديكتاتور» قبل أن يتراجع سريعاً عن تصريحاته. وقال ريد لتلفزيون «كي اس ان في» ومقر ولايته نيفادا: «سأعود إلى واشنطن والتقي رئيس الصين. هو ديكتاتور، يمكنه القيام بالكثير من الأمور عبر شكل الحكومة التي لديهم». وأضاف ريد: «كان بالأحرى بي ألا أقول ديكتاتور، لكن لديهم حكومة تختلف عما لدينا هنا». وأعلنت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ايلينا روس ليتينن إنها تعتزم تسليم الرئيس الصيني نسخة عن الرسالة التي وجهتها إلى اوباما لتحضه على عدم قبول «ضمانات سطحية» من هو جينتاو حول «الأمن وحقوق الإنسان والمسائل الاقتصادية». كما أن 84 برلمانياً من الحزبين الأميركيين وجها رسالة إلى اوباما وطلبا منه أن يؤكد أن «صبر أميركا ينفد في مواجهة المنافسة غير العادلة المزعومة» مع الصين لا سيما مع تسجيل مستويات عالية من البطالة. وقالت المجموعة: «لا يمكننا التغاضي بعد الآن عن ازدراء الصين» لقواعد التجارة الدولية. وحذر نواب آخرون من انهم سيسعون إلى مشروع قانون للتصدي لما اعتبروه استراتيجية بكين للإبقاء على سعر عملتها كما هو وبالتالي الحفاظ على الأسعار المنخفضة لصادراتها إذا تمت مقارنتها بالسلع الأميركية. كما ندد بعضهم بسجل الصين في مجال حقوق الإنسان وأشاروا إلى سجنها الحائز جائزة نوبل للسلام ليو تشياوبو. وفي ما يتعلق بسعر اليوان، اعلن مساعد وزير الخارجية الصيني كوي تيانكاي أن اللقاء بين الرئيسين الصيني والأميركي الأربعاء، «لم يعدل بشكل أساسي» سياسة الصين النقدية. وقال كوي إن سياسة رفع سعر اليوان تدريجياً ستبقى سارية، في موقف صدر بعدما طلب اوباما الأربعاء من هو تصحيح سعر صرف اليوان الذي لا يزال بنظره دون قيمته الفعلية. وأشار البيان الرسمي الصيني - الأميركي الذي صدر الأربعاء على هامش زيارة الرئيس الصيني إلى أن الولاياتالمتحدة «تدعم جهود الصين» الرامية إلى جعل اليوان عملة احتياط دولية. ولمناسبة الزيارة اتفقت الولاياتالمتحدة والصين على إبرام صفقات تجارية ضخمة بقيمة 45 بليون دولار، كما اعلن مسؤول أميركي بارز. وقال المسؤول: «سنعلن عن إبرام اتفاقات للصادرات الأميركية بقيمة 45 بليون دولار، ما يدعم 235 ألف وظيفة في الولاياتالمتحدة». وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد القمة بين الرئيسين لم تكن هناك مؤشرات قوية إلى أن الطرفين تمكنا من تبديد الخلافات لكنهما وعدا بالعمل من اجل التعاون في الملفات الدولية الأكثر إلحاحاً. وفي ملف حقوق الإنسان اعلن الرئيس الصيني أن بلاده «تقر وتحترم شمولية حقوق الإنسان لكننا نعتقد في الوقت نفسه انه يتوجب علينا الأخذ بالاعتبار مختلف الظروف الوطنية في مجال حقوق الإنسان». وفي الموضوع الاقتصادي اعرب اوباما عن أمله بأن تنجح الولاياتالمتحدة والصين في تخطي «خلافاتهما» التجارية والتخلص من «الأفكار النمطية»، مشيراً إلى أن الصين تمثل سوق صادرات مهمة بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة.