كييف، لندن، - أ ف ب، رويترز - حذر رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف أمس، من أن أوكرانيا تقف على شفير حرب أهلية «مخيفة»، فيما اقتحمت قوات أوكرانية قاعدة جوية في ضواحي مدينة كراماتورسك (شرق)، حيث دارت اشتباكات مع انفصاليين موالين لروسيا أسفرت عن 4 قتلى على الأقل، وانتشرت دبابات وعربات مدرعة وحافلات تحمل أعداداً كبيرة من العسكريين على الطريق المؤدي الى مدينة سلافيانسك (شرق)، حيث يسيطر الانفصاليون على منشآت حكومية منذ السبت الماضي. (راجع ص 8) وعلى بعد 40 كيلومتراً من شمال سلافيانسك، توعد الجنرال فاليري كروتوف، قائد عملية «مكافحة الإرهاب» خلال حديثه مع صحافيين بتصفية الانفصاليين الذين لن يلقوا أسلحتهم، مشيراً إلى أن بعضهم من القوات الخاصة للاستخبارات العسكرية الروسية الخبيرة في النزاعات، و «هم عدو صعب». وكرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «أوكرانيا تنشر أكاذيب وقحة عن وقوف روسيا وراء الأحداث»، معتبراً أن إصدار كييف أمراً «إجرامياً» باستخدام القوة ضد المتظاهرين «سيؤدي إلى نسف حوار مقرر مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في جنيف غداً، لأنه لا يمكن أن ترسل كييف دبابات وتجري حواراً في الوقت ذاته». وفي اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «الأثمان التي تدفعها موسكو بسبب تدخلها في أوكرانيا سترتفع حكماً إذا واصلت السير على الطريق الذي تسلكه»، مشدداً على ضرورة «سحبها قواتها من حدود أوكرانيا لتخفيف التوتر، لأن الحل الديبلوماسي لن ينجح في بيئة من التخويف العسكري الروسي على الحدود، والاستفزاز المسلح في أوكرانيا، واللهجة التصعيدية لمسؤولي الكرملين». وردّ بوتين بأن اتهام موسكو بالتدخل «ليس إلا تكهنات تستند إلى معلومات لا أساس لها». في لندن، اتهم وزير الخارجية وليام هيغ روسيا ب «تعمد دفع أوكرانيا إلى حافة الهاوية، وزيادة خطر حصول مواجهة عنيفة تجعل هذا البلد على شفا حرب أهلية». وعلى هامش اجتماع عقده وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، وصف الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن المعلومات عن ضلوع روسيا في زعزعة شرق أوكرانيا بأنها «وثيقة ولا تحتاج إلى تأكيد خاص، لذا ندعوها إلى أن تكف عن أن تكون جزءاً من المشكلة، وتتحول إلى جزء من الحل». وأطلع راسموسن وزراء الدفاع الأوروبيين على «الإجراءات التي اتخذها الحلف وتلك المتوقعة لتعزيز الدفاع الجماعي بحراً وجواً وبراً»، موضحاً أن الإجراءات الجديدة «لا تشمل أي تدخل عسكري في أوكرانيا، بل مراجعة خطط الدفاع وتكثيف المناورات، ونشر أعداد كافية من القوات في الميدان»، علماً بأن «الناتو» اقترح على الاتحاد الأوروبي أول من امس تكثيف مناورات قوات «الناتو» للرد السريع وفيالق القتال الأوروبية التابعة للاتحاد». وكان الرئيس الأستوني توماس إيلفيس طالب بزيادة وجود قوات الحلف الأطلسي قرب حدود روسيا.