في ظل تحذيرات غربية، أبرزها من ألمانيا وفرنسا، من احتمال نشوب حرب أهلية في أوكرانيا مع استمرار المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا في سلافيانسك (شرق)، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى، عرض وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشيتسيا، بعد لقاء قصير جمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش الاجتماع السنوي لمجلس أوروبا في فيينا أمس، عقد محادثات جديدة مع موسكو إذا أيدت الأخيرة الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة في 25 الشهر الجاري. ودعا رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ديدييه بورخالتر، عشية زيارته موسكو، إلى وقف للنار بهدف تنظيم الانتخابات، في وقت قال قائد جهاز الأمن الأوكراني فالنتين ناليفايتشينكو خلال إعلانه مقتل حوالى 30 مقاتلاً مدججين بالسلاح قرب سلافيانسك، إن عناصر من الشيشان وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في آذار (مارس) الماضي انضموا إلى الانفصاليين. (للمزيد) وكان قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف صرح في أوتاوا بأن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستطيع تحقيق أهدافه شرق أوكرانيا من دون عبور حدودها.» وزاد: «السيناريو الأكثر ترجيحاً هو مواصلة بوتين النيل من صدقية الحكومة وإثارة الفوضى، ومحاولة تحضير أرضية تحرك انفصالي شرق أوكرانيا». وفيما لاحت أزمة تموين في مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك المحاصرتين من القوات الحكومية، وتمددت المواجهات العسكرية إلى مناطق محيطة بدونيتسك، عاصمة الإقليم، حيث توقفت كل الرحلات الوافدة والمغادرة من مطارها، حذر رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) سيرغي ناريشكين، من عمليات إبادة للأوكرانيين الناطقين بالروسية، وقال: «تنفذ عملية انتقامية ضد الشعب الذي يطالب بحماية حقوق الإنسان وتطبيق الفيديرالية». لكن البرلمان الأوكراني أسقط اقتراحاً بتنظيم استفتاء على الفيدرالية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وشهدت الجلسة التي عقدت لمناقشة مسار العملية العسكرية في الشرق معارك كلامية في بدايتها، بعد تصويت الغالبية على طرد نواب الحزب الشيوعي من الجلسة لأنهم «يدعمون الانفصاليين». وطالب ديشيتسيا المجموعة الدولية مساعدة كييف في تنظيم انتخابات «حرة وديموقراطية عبر إرسال مراقبين وتبديد التهديدات والاستفزازات الخارجية المدعومة من روسيا». لكن لافروف اعتبر أن استخدام كييف الجيش ضد قسم من السكان يجعل الانتخابات «أمر غير طبيعي، وهذه ليست أفغانستان». واعتبر أن تغييب المعارضين الانفصاليين في أوكرانيا عن طاولة المفاوضات، كما حصل في منتصف نيسان (أبريل) الماضي، حين أبرمت أوكرانياوروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في جنيف اتفاقاً لم ينفذ لنزع فتيل الأزمة «لن يُفضي إلى نتيجة»، مكرراً دعوة موسكو إلى حوار وطني في أوكرانيا، وتجنب الغرب «تفكيك البلاد بين الشرق والغرب». وأكد لافروف أن بلاده لا تعتبر أن اتفاق جنيف وصل إلى حائط مسدود، لكنه أشار إلى «محاولات لتفريغ الاتفاقات المبرمة من مضمونها»، كما حصل في الاتفاق الذي وقعه الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش مع الموالين لأوروبا في 21 شباط (فبراير) الماضي، قبل أن يطيحه الأخيرون في اليوم التالي. وشدد على عدم إمكان إيجاد تسوية مقبولة من دون سحب الجيش الأوكراني من المناطق الشرقية، ووقف العمليات العسكرية فيها. على صعيد آخر، أعلن الكرملين أن الرئيس بوتين لا يستبعد حضور احتفالات الذكرى السبعين لإنزال الحلفاء في النورماندي في السادس من حزيران (يونيو) المقبل، إذا أبقت باريس دعوتها له، وفق ما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في آذار.