كييف – أ ف ب، رويترز – أرسل الكرملين أقوى إشارة إلى احتمال تدخل روسيا عسكرياً في شرق أوكرانيا، بعد وقت قصير على توقيع الرئيس الأوكراني أولكسندر تورتشينوف مرسوماً لتنفيذ «إجراءات عاجلة لمواجهة الإرهاب، والحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا». واعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يتلقى نداءات كثيرة من شرق أوكرانيا للمساعدة والتدخل، ويتابع التطورات بقلق». وكان فياتشسلاف بونوماريف، زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على مقر بلدية سلافيانسك بإقليم دونيتسك، ناشد بوتين التدخل وعدم السماح ب «ارتكاب إبادة ضد سكان دونباس (شرق أوكرانيا)»، مشيراً إلى إرسال سلطات كييف «ألفين من عناصر المرتزقة ودبابات» لاستعادة سلافيانسك. (للمزيد) وتعهد بونوماريف «قتال النازيين»، داعياً السكان إلى «ألا يشعروا بالخوف»، فيما أظهر شريط فيديو نشر على الإنترنت سيطرة انفصاليين على مطار في سلافيانسك، بحجة محاولتهم حماية أنفسهم من قوات قادمة من كييف، علماً بأن الرئيس الأوكراني تورتشينوف طالب الأممالمتحدة بمساعدة بلاده في «عملية مكافحة الإرهاب» مقترحاً تقديم مهنيين ومراقبين «يستطيعون الشهادة على شرعية أعمالنا». وأفادت الرئاسة الأوكرانية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد للرئيس تورتشينوف إمكان الاعتماد على «الدعم الكامل» للمنظمة الدولية. إلى ذلك، حذر وزير الخارجية سيرغي لافروف من استخدام القوة ضد المتظاهرين شرق أوكرانيا. ووصف أوامر تورتشينوف بأنها «إجرامية، إذ تدعو إلى استخدام الجيش ضد الشعب». كما دان «نفاق الغرب الذي يتخطى الحدود في رد فعله على أحداث أوكرانيا»، معتبراً أن إطلاق كلمة «إرهابيين» على المحتجين «أمر وقح جداً». وأضاف: «نطالب الغربيين منذ فترة برد يتناسب مع الأحداث، ونكرر بأن استخدام القوة ضد المتظاهرين يهدد جدياً آفاق التعاون لحل الأزمة»، ما يجعل مصير الاجتماع حول أوكرانيا المقرر في جنيف بعد غد بمشاركة كييف وموسكووواشنطن والاتحاد الأوروبي، في مهب الريح. وطالب لافروف بتوضيح واشنطن معلومات صحافية عن تنفيذ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) جون برينان، زيارة سرية لكييف قبل إعلان السلطات الأوكرانية شن عملية واسعة شرق البلاد. وإثر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، هدد الاتحاد روسيا بعقوبات إضافية قد تشمل فرض قيود على التجارة والتمويل بسبب تدخلها شرق أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «قد يعقد قادة الاتحاد قمة الأسبوع المقبل لتبني عقوبات جديدة على روسيا، لكن دولاً بينها ألمانيا أبدت رغبتها في منح فسحة زمنية أكبر للديبلوماسية». ووافق الوزراء على خطوات لمساعدة أوكرانيا في التغلب على أزمتها الاقتصادية، وصادقوا على حزمة ميزات تجارية بقيمة 500 مليون يورو تتضمن رفع الرسوم الجمركية على مجموعة كبيرة من السلع الزراعية والمنسوجات وواردات أخرى، كما أيدوا إضافة 4 أوكرانيين إلى لائحة المستهدفين بعقوبات أوروبية بتهمة اختلاس أموال حكومية. وناقش المجتمعون احتمال إرسال بعثة أوروبية لتدريب شرطيين أوكزانيين ومسؤولي إنفاذ القانون، وفقاً لاقتراح قدمته بريطانيا والسويد وبولندا ودعمته ألمانيا.