أكد قادة ميدانيون تقدم القوات العراقية من محورين في اتجاه الموصل القديمة لانتزاع آخر معاقل التنظيم «في غضون أيام»، فيما أعلن فصيل في «الحشد الشعبي» تعرضه لقصف صاروخي من طائرة مقاتلة «مجهولة» غرب المدينة. وتقدر مساحة البلدة القديمة بأربعة كيلومترات مربعة يتحصن فيها نحو 700 إرهابي بينهم قادة أجانب داخل أحياء مكتظة بأكثر من 100 ألف مدني، يتوسطها جامع النوري الكبير الذي عرف لاحقاً ب «جامع الخلافة» بعد أن أعلن من على منبره زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إقامة «دولة الخلافة في العراق والشام». وأفاد مصدر عسكري بأن «عناصر الجهاز يتقدمون راجلين في حي الفاروق غرباً باتجاه الجامع ومنارة الحدباء الأثرية بعد أن تم التخلي عن استخدام العربات والمدرعات لضيق الأزقة، في موازاة تقدم مماثل لقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع من جهة باب البيض وباب لكش وهي تخوض قتالاً عنيفاً في منطقة السرجخانة من الجهة الجنوبية الغربية، وتم صد عدد من تعرضات داعش بالعربات المفخخة التي يقودها انتحاريون»، وأكد أن «الجيش ما زال يخوض قتالاً صعباً للقضاء على آخر جيوب التنظيم في حي الشفاء شمال في محاذاة ضفة النهر». وفشلت قوات الشرطة الاتحادية بقياد الفريق رائد شاكر جودت منذ أواسط آذار في السيطرة على «جامع الخلافة» الذي يشكل «رمزاً معنوياً» للتنظيم، وبسقوطه تصبح الموصل بكاملها تحت سيطرة الجيش، على أن تتوجه لاحقاً لاستعادة قضاء تلعفر غرباً وهو آخر معاقل التنظيم في محافظة نينوى. وأكد جودت في بيان أمس أن قواته «حققت تقدما واقتربت 500 متر من شارع الفاروق وسط المدينة، فيما تواصل وحدات خاصة اندفاعها للسيطرة على كنيسة شمعون وجامع الحامدين في باب البيض». وأضاف: «أصبحنا نسيطر على الأزقة الضيقة بإسناد طيران الجيش والطائرات المسيرة، وتمكنا من السيطرة على جامع الهادين وقتل الإرهابي أبو بكر المصري أحد قادة داعش في باب جديد». ورجح رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي خلال تفقده الوحدات أن «الأيام المقبلة كفيلة بإنهاء صفحة الإرهاب بشكل كامل بعد أن تنهي القوات تحرير آخر الأحياء». من جهة أخرى، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس، أن «مفارز العمليات النفسية بالتنسيق مع القوة الجوية ألقت 500 ألف منشور، طالبت فيها السكان بالابتعاد من الأماكن المفتوحة ومحاولتهم استغلال أي فرصة تسنح أثناء القتال ستوفرها القوات والتوجه إليها تفادياً من أن يتخذكم الدواعش دروعاً بشرية». وتؤكد مصادر محلية أن «جهود الفرق مستمرة في البحث عن الجثث بين انقضاض المباني المدمرة، وهناك العشرات من الضحايا»، وأشارت قيادة «العمليات المشتركة» إلى «إجلاء 2300 مدني من مناطق القتال في حي الشفاء وأطراف المدينة القديمة». وأفاد تقرير لمكتب حقوق الإنسان التابع الأممالمتحدة أمس، بأن «نحو 200 ألف مدني ما زالوا محاصرين وسط ظروف في منتهى القسوة مستهدفين من الإرهابيين، علاوة على الإصابات التي توقعها فيهم نيران مدفعية التحالف»، واتهم «داعش بقتل ما لا يقل عن 231 مدنياً خلال الأسبوعين الماضيين». وفي تطور لافت، أكد عضو لجنة النزاهة النيابية عن «الاتحاد الوطني الكردستاني»، ريبوار طه مصطفى في بيان، وجود «أطنان من الأدوية المصنعة عراقياً في حي الشفاء تحمل تاريخ إنتاج حديث، كانت في حوزة التنظيم»، ودعا وزارة الصحة والحكومة إلى «إجراء تحقيق لمعرفة طريقة وصول تلك الأدوية». إلى غرب الموصل، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» صد «هجوم شنه داعش على قاطع اللواء في قريتي عين طلاوي ومقتل الخنزير غرب تلعفر، وتم قتل أربعة من المهاجمين بينهم انتحاري». وأفادت «سرايا الجهاد»، أحد فصائل الحشد، أن قواتها «تعرضت عند الطريق الرابط بين تل عبطة وعداية المؤدي إلى الموصل، والذي يعد الشريان الرئيسي للإمدادات في قاطع عمليات غرب الموصل لقصف صاروخي في الساعة الثالثة فجر اليوم (امس)»، مشيرة إلى أن «الصاروخ أطلق من طائرة مقاتلة مجهولة، وأحدث حفرة كبيرة قطرها 12م، عمقها 10م، وقد انتشرت شظايا الصاروخ في دائرة قطرها 800م». وسبق أن اتهم قادة في «الحشد» الجيش الأميركي باستهدافه وإلقاء طائراته أسلحة إلى «داعش».