أكد قائد عسكري في الموصل أن الجيش يتجه نحو المنفذ الشمالي للمدينة القديمة لتقليص المسافة باتجاه «جامع الخلافة» تمهيداً لخوض معركة حاسمة للقضاء على ما تبقى من عناصر «داعش»، فيما أعلنت قوات «الحشد الشعبي» فرار عناصر التنظيم من قرى جنوب غربي نينوى باتجاه الحدود مع سورية وأنها ستتولى حماية كل الحدود. وتعثرت جهود الجيش منذ أيام في السيطرة على مدينة الطب في حي الشفاء الواقع على ضفة نهر دجلة، شمال المدينة القديمة، وأصبحت قوات الشرطة الاتحادية أكثر بطئاً منذ نحو أسبوعين في حي الزنجيلي المجاور، وأخفقت في فتح المحور الجنوبي لتضييق الخناق على عناصر التنظيم داخل آخر مربع في الجانب الأيمن للموصل. وأعلن قائد الشرطة الفريق رائد جودت «السيطرة على 75 في المئة من الحي والاقتراب كثيراً من باب سنجار، المنفذ الشمالي، في اتجاه جامع النوري في المدينة القديمة بعد قتل 34 داعشياً بينهم القيادي المكنى بأبي البراء التونسي، وهو المسؤول عن معامل تصنيع العبوات، وتدمير 4 مركبات حاولت استهداف ممرات إجلاء النازحين». وأضاف أن «حصيلة خسائر داعش منذ انطلاق عمليات السيطرة على الجانب الأيمن من الموصل في 19 شباط (فبراير) الماضي قتل 193 قناصاً، و1221 إرهابياً بالطائرات المسيرة، وتفجير 414 عجلة مفخخة، و1053 عجلة مسلحة، و405 دراجات نارية، وتفكيك 483 عبوة وتفجير 283 أخرى». وقدر «المساحة المحررة بنحو 297 ألف كيلومتر مربع». ورجح قادة ميدانيون أن «يكون عدد الإرهابيين المحاصرين 500 عنصر»، في حين أفادت وزارة الدفاع الأميركية بأن هناك «ألف مسلح محاصرين في نطاق ضيق لا تتجاوز مساحته 10 كيلومترات مربعة». بدوره أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان أمس «قتل الإرهابي المدعو أحمد هاشم حميد المكنى أبو همام والذي يعد الرجل الثاني في ديوان الشريعة التابع لداعش غرب الموصل». وقالت مصادر أمنية إن «11 عنصراً من الشرطة الاتحادية لقوا مصرعهم، وأصيب آخرون في انفجار منزل مفخخ في حي الزنجيلي». يأتي ذلك في وقت زادت المخاوف من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين المحاصرين داخل نطاق الاشتباكات، وسط صعوبات تواجهها القوات العراقية في فتح ممرات آمنة. وأفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان، بأن «المدنيين احتموا لشهور في بيوت مزدحمة وقد اتخذهم داعش أحياناً دروعاً بشرية. لذا فإن أي ضربة يجب أن تراعي هذه الظروف، بما يشمل اختيار الأسلحة. وشددت على ضرورة «العمل لإبقاء الخسائر المدنية في حدها الأدنى». من جهة أخرى، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان، أن «طائرات الاستطلاع رصدت فرار عناصر داعش من قرى جنوب غربي البعاج باتجاه الحدود السورية، وحقق طيران الجيش إصابات مباشرة أثناء تعقب الفارين»، مشيرة إلى أن «اللواء 13 من الحشد سيطر على معمل للتفخيخ داخل مجمع الخبازة السكني فيه عشرات العبوات الناسفة ومواد تفجير مختلفة». وأكد معاون رئيس «هيئة الحشد النائب أبو مهدي المهندس أن «قضاء البعاج الذي تمكنت قواتنا من تحريره وتطهيره بالكامل يعد آخر قلعة للإرهابيين، وما تبقى هي مناطق صغيرة سيتم تحريرها خلال اليومين المقبلين، باستثناء تلعفر، حيث ننتظر الأوامر من القائد العام للقوات المسلحة لاقتحامها»، لافتاً إلى أن «قوات الحشد ستعمل على مسك كامل الحدود العراقية- السورية خلال الأيام المقبلة».