شهدت مدينة الرقة انفجارات مترافقة مع تحليق لطائرات «التحالف الدولي». وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية» أمس على حيين شرق المدينة وغربها، كما تقدمت باتجاه ثلاثة أحياء غربها، وإن كان تقدمها بطيئاً بسبب الألغام والتعزيزات التي وضعها «تنظيم داعش» لمنع تقدمها في المدينة العاصمة المفترضة لخلافته. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بسماع أصوات انفجارات ناجمة عن قصف من قبل قوات عملية «غضب الفرات» وقصف من قبل طائرات التحالف على مناطق سيطرة «داعش» في المدينة، بالتزامن مع اشتباكات بوتيرة عنيفة تشهدها محاور في القسم الشرقي من الرقة. ودارت اشتباكات عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» وقوات النخبة السورية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من طرف، و «داعش» من طرف آخر، على محاور في شرق المدينة، وتتركز الاشتباكات في أطراف حي البتاني الواقع في شمال حي الصناعة، في إطار محاولات قوات «غضب الفرات» للوصول إلى شمال المدينة، وفرض سيطرتها على الأطراف الشرقية لها بعد سيطرتها على حيي المشلب والصناعة خلال الأيام الماضية من معركة الرقة الكبرى التي تهدف لطرد «داعش» من المدينة. وتتزامن الاشتباكات في شرق المدينة، مع اشتباكات بين «سورية الديموقراطية» و «داعش» في أطراف حي البريد من جهة الرومانية وفي أطراف حي حطين من جهة الرومانية، في القسم الغربي من المدينة، وذلك ضمن استمرار المعارك في غرب المدينة المتزامنة مع الاشتباكات شرقها، بهدف الوصول إلى شمال المدينة، وفصلها عن الفرقة 17، التي تعد خط الدفاع الأول عن الرقة من الجهة الشمالية، كما تترافق الاشتباكات التي جاءت بعد السيطرة على ضاحية هرقلة وحيي الرومانية والسباهية خلال الأيام الفائتة، مع قصف من قبل طائرات التحالف على مواقع التنظيم ومناطق سيطرته. وأفاد «المرصد» بأن «داعش» لا يزال يبدي مقاومة شرسة في وجه قوات عملية «غضب الفرات»، المؤلفة من «سورية الديموقراطية» وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأميركية مدعمة بطائرات التحالف الدولي، عبر تنفيذ تفجيرات بواسطة آليات أو بأحزمة ناسفة، أو من خلال نشر قناصة في معظم المدينة، أو زراعة ألغام وعبوات ناسفة في شكل مكثف في أحياء المدينة وعلى خطوط التماس. وأفاد «المرصد» بأن «داعش» لا يزال يواصل هجماته المعاكسة على «قوات سورية الديموقراطية» وقوات النخبة السورية في أطراف حي الصناعة من جهة سور المدينة القديمة وباب بغداد، حيث فجر عناصر من التنظيم أنفسهم بآليات مفخخة وأحزمة ناسفة، في محاولة لإبعاد قوات عملية «غضب الفرات» عن التوغل في شكل أكبر داخل المدينة. إلى ذلك، أظهر مقطع فيديو نشره المكتب الإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية أن «سورية الديموقراطية» تقدمت صوب حي الرومانية في شمال غربي مدينة الرقة. وأفاد شهود بأن عناصر «داعش» يتظاهرون بأنهم مدنيون في مسعى لتفادي الضربات الجوية المكثفة وإطلاق النار على كل من يحاول الهروب من معقلهم في سورية فيما تضيق القوات المدعومة من واشنطن الخناق عليهم. ويقدر التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة أن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف عنصر من «داعش» متمركزون في الرقة التي انتزع التنظيم السيطرة عليها من جماعات مسلحة في 2014 خلال هجومه الخاطف في العراق وسورية. واستغلت المدينة كقاعدة لعناصر التنظيم العسكريين ولتخطيط هجمات في دول بجميع أنحاء العالم. من ناحيته أفاد «موقع سمارت» الإخباري القريب من المعارضة السورية بأن «سورية الديموقراطية» سيطرت على حيين شرق مدينة الرقة وغربها. وبحسب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي على حسابه في «فايسبوك»، فإن «سورية الديموقراطية» سيطرت في شكل كامل على حي الصناعة شرق المدينة، عقب معارك مع «داعش» دامت أربعة أيام، وبدأت عمليات البحث والتمشيط داخل الحي. واستمرت في التقدم لتقتحم حارة البياطرة، حيث تدور المعارك بين الطرفين حتى الآن. وفي غرب الرقة، أفادت «سمارت»، بأن «سورية الديموقراطية» سيطرت على حي حطين ومفرق الجزرة، وتابعت تقدمها باتجاه أحياء اليرموك والبريد والقادسية، وسيطرت على مدرسة القادسية، كما شنت هجوماً بالأسلحة الثقيلة على حي النهضة، في ظل مقاومة من قبل «داعش». وكانت «سورية الديموقراطية» اقتحمت، قبل أربعة أيام، حيي الصناعة شرق الرقة، وحطين غربها، اندلعت على إثر ذلك اشتباكات مع عناصر التنظيم قتل فيها 23 عنصراً له. فيما شن التنظيم هجوماً على حي السباهية، الذي سيطرت عليه «سورية الديموقراطية» منذ ثلاثة أيام، قتل خلاله تسعة عناصر، بينهم «أمير»، وجرح 12 آخرين للتنظيم، من دون معرفة حجم الخسائر في صفوف «سورية الديموقراطية»، بحسب «الاتحاد الديموقراطي». وأوضحت مصادر أن أربعة مدنيين بينهم امرأة، قتلوا، وجرح اثنان آخران، بقصف مدفعي ل «سورية الديموقراطية»على حي البدو وسط الرقة، كما قتل مدني بقصف مماثل طاول حي الفردوس. في غضون ذلك، شنت طائرات يرجح أنها للتحالف الدولي 13 غارة على أحياء النهضة والجميلي والأندلس والإدخار وشوارع «سيف الدولة والقطار و23 شباط ومدخل الجسر الجديد»، خلال الساعات الماضية، في حين سقطت أكثر من 65 قذيفة على أحياء متفرقة في المدينة، بحسب مصدر محلي. وأفاد مصدر محلي، أن ثمانية عناصر للتنظيم قتلوا وجرح نحو 14 آخرين، خلال المعارك مع «سورية الديموقراطية» من دون التمكن من تحديد الأحياء التي قتلوا فيها.